الجمعة 1447/02/21هـ (15-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » مرئي » الآثار » الكويت.. فيلكا تكشف أسرار حضارة دلمون البرونزية

الكويت.. فيلكا تكشف أسرار حضارة دلمون البرونزية

كشفت مواقع أثرية في جزيرة فيلكا عن ملامح حضارة دلمونية مزدهرة تعود إلى العصر البرونزي، حيث تم توثيق مجموعة من المباني الدينية والإدارية والسكنية التي تعكس أهمية الجزيرة كمركز تجاري وثقافي في الخليج القديم.

وبدأت الاكتشافات من موقع تل سعد “ف3” الذي يقع في الجنوب الغربي من الجزيرة، ويضم بقايا مدينة دلمونية ارتبطت زمنياً بمواقع سكنية مشابهة في مملكة البحرين.

وشهدت هذه المدينة ثلاث مراحل من البناء والترميم، ويعتقد أن المعبد الرئيسي المكتشف فيها هو معبد الآلهة إنزاك، كبير آلهة دلمون، بحسب ما تؤكده النقوش المسمارية.

وأبرز ما تم العثور عليه في هذا الموقع هو مجموعة من الأختام الدلمونية المستديرة التي وصل عددها إلى أكثر من 400 ختم، إضافة إلى أوانٍ من الحجر الصابوني، وأدوات برونزية، وتماثيل صغيرة، ما يؤكد النشاط الاقتصادي والديني المتنوع في تلك الحقبة.

وعلى بُعد 200 متر شمال شرق هذا الموقع، يقع تل “ف6” المعروف بقصر الحاكم، حيث كشفت الحفريات عن مبنى كبير يضم غرفًا وساحة داخلية وأعمدة وفرنين، إلى جانب مجموعة من الأختام والجرار الفخارية التي تعود إلى أواخر العصر البرونزي، وتشير الأختام الأسطوانية في هذا الموقع إلى علاقات متينة بين فيلكا وبلاد الرافدين.

وفي موقع “المعبد البرجي” شرق قصر الحاكم، تم العثور على هيكل معماري مربع يحتوي على حوضين، وداخل الطبقة الثانية منه وُجدت جرة فخارية تحتوي على هيكل عظمي يعود إلى العصر البابلي الحديث حوالي 750 قبل الميلاد، إلى جانب حوامل برونزية وأختام دلمونية، ما يؤكد تواصل النشاط البشري في الموقع بعد انتهاء العصر البرونزي.

وشهد موقع “الخضر” حضورًا واسعًا في الذاكرة الشعبية والكتابات التاريخية، وارتبط بطلب الشفاء وقضاء الحاجات، وكان مزارًا مهمًا بني في القرن التاسع عشر، قبل أن تكتشف بعثة سلوفاكية كويتية مشتركة في عام 2004 ميناءً قديماً بالقرب منه، تعود آثاره إلى العصر الدلموني، وعثرت البعثة على فخاريات وأختام، إضافة إلى عظام أسماك وحبوب، تشير إلى نمط حياة قائم على الصيد والتجارة.

وتواصل المواقع الأخرى مثل “العوازم” و”بكشة جميعان” تقديم شواهد مهمة على الاستيطان البشري، حيث تم العثور في الموقع الأول على حوض صخري ومجموعة من الكسر الفخارية من العصر البرونزي، بينما كشفت الحفريات في جزيرة أم النمل عن فرن كبير لشوي الفخار ومزار يعود إلى العصر الكاشي نحو عام 1500 قبل الميلاد.

وتقدم هذه المواقع صورة متكاملة عن مكانة جزيرة فيلكا بوصفها نقطة تلاقٍ حضاري في العصور القديمة، ودليلاً على تعاقب ثقافات متعددة على أرضها.

المصدر – موقع تراث الكويت

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار