تُعدّ العين من أبرز المواقع الأثرية في سلطنة عمان، فهي عبارة عن مجموعة من المدافن القديمة التي تقع بالقرب من مدينة عبري في محافظة الظاهرة، وتُشكل معًا جزءًا لا يتجزأ من المواقع التاريخية في بات، والخطم، والعين، التي تُظهر تطور المجتمعات البشرية في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
تتميز مدافن العين بهندستها المعمارية الفريدة، حيث تتألف من مجموعة من القبور، والقباب الحجرية، التي تُظهر مهارة الإنسان القديم في التعامل مع الصخور، وتحويلها إلى منشآت جنائزية ضخمة، وهذا يُؤكد على وجود حضارة متقدمة، كانت تهتم بطقوس الدفن، واحترام الموتى.
تُشكل هذه المدافن دليلًا على وجود حياة اجتماعية منظمة، حيث كانت تُستخدم كمقابر جماعية، أو عائلية، وهذا يُساعد الباحثين في فهم العادات، والتقاليد، التي كانت سائدة في تلك الفترة، كما تُظهر المدافن التطور الفني، والتقني، لسكان المنطقة في العصور القديمة، فدقة البناء، وتناسق الأشكال، تُعبّر عن وعي جمالي، ومهارة يدوية فائقة.
في عام 1988، تمّ إضافة موقع العين إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كجزء من المواقع التاريخية في بات، والخطم، وهذا الإدراج يُعتبر اعترافًا دوليًا بقيمة الموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، ويُعزّز مكانة عمان كدولة غنية بالتراث، والتاريخ.
إنّ زيارة موقع العين الأثري تُقدّم للزائرين فرصة فريدة للتجول في مكان يعود إلى العصور القديمة، وتخيل الحياة التي عاشها سكان المنطقة في تلك الحقبة، فالمكان ليس مجرد بقايا أثرية، بل هو متحف مفتوح، يُلهم الباحثين، والمؤرخين، والمهتمين بالآثار، ويُعطيهم نظرة ثاقبة على تاريخ البشرية.
يُعدّ موقع العين رمزًا للصمود، والبقاء، حيث استمر في الوجود، رغم مرور آلاف السنين، وبقي شاهدًا على تطور الحضارة العمانية، من مجرد مستوطنة صغيرة، إلى مركز حضاري، وثقافي، فالمحافظة على هذه الآثار، والترويج لها، يُعدّ مهمّة وطنية، وإنسانية، تضمن بقاء هذا الإرث الثمين.
المصدر: شبكة رؤية الإخبارية