الخميس 1447/03/26هـ (18-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » الحظيرة الوطنية بلزمة تكشف التنوع البيئي وتحقق اعترافاً عالمياً بثرائها

الحظيرة الوطنية بلزمة تكشف التنوع البيئي وتحقق اعترافاً عالمياً بثرائها

 

تمثل الحظيرة الوطنية بلزمة واحدة من أبرز الوجهات الطبيعية في الجزائر، إذ تقع في قلب سلسلة جبال الأوراس شرق البلاد، وتكشف هذه المنطقة عن تنوع بيئي نادر يعكس تباينات مناخية مميزة في محيطها، حيث تظهر في المنحدرات الشمالية غابات البلوط والأرز التي تمنح المنطقة طابعاً خاصاً، بينما تنتشر في المنحدرات الجنوبية غابات الصنوبر الحلبي والعرعر الفينيقي، وتحتضن الأودية في أسفلها بساتين النخيل التي تضفي على المكان صورة متكاملة بين الجبل والوادي.

يشهد الزائر للحظيرة على تمازج الطبيعة مع التاريخ الإنساني، فقد احتضنت المنطقة عبر قرون طويلة قرى قديمة ومستوطنات بشرية تركت بصماتها الواضحة في تضاريس الجبال، ويعكس ذلك قدرة السكان على التكيف مع ظروف الطبيعة القاسية والعيش في انسجام مع بيئة جبلية صعبة، وهو ما جعل بلزمة فضاءً يجمع بين القيمة البيئية والإرث الثقافي في آن واحد.

بلزمة: أجمل محمية طبيعية بولاية باتنة - جريدة السياحي

تميزت الحظيرة أيضاً بكونها من أوائل المناطق التي لفتت الأنظار على المستوى العالمي، إذ جرى ترشيحها سنة 2002 لإدراجها ضمن القائمة الإرشادية لمنظمة اليونسكو في الجزائر، وكان ذلك بمثابة اعتراف أولي بأهمية هذا الموقع وما يزخر به من ثروات طبيعية وتاريخية، ومع مرور السنوات تواصل الاهتمام الدولي بها، ليتم تصنيفها سنة 2015 ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي، ما منحها مكانة رفيعة ضمن المحميات الطبيعية ذات الأهمية الكونية.

يعكس هذا التصنيف العالمي الدور الذي تؤديه الحظيرة في المحافظة على التوازن البيئي في المنطقة، فهي تمثل ملاذاً طبيعياً لأنواع نباتية نادرة وكائنات حية مختلفة، إضافة إلى كونها موقعاً سياحياً يجذب الزوار من مختلف المناطق، حيث يسهم في تنمية السياحة البيئية ويعزز من وعي المجتمع المحلي بقيمة الحفاظ على التنوع الحيوي، كما يشجع على استثمار الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة تحقق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.

تظل الحظيرة الوطنية بلزمة نموذجاً حياً للتكامل بين الطبيعة والإنسان، فهي تعكس صورة غنية عن الجزائر التي تحتضن في أراضيها مواقع طبيعية عالمية، وتبرز أهمية دمج هذه المواقع ضمن برامج السياحة البيئية والثقافية، كما تشكل مساحة خصبة للباحثين والمهتمين بدراسة التنوع المناخي والنباتي في المنطقة، الأمر الذي يجعلها ذات قيمة علمية وبحثية إلى جانب قيمتها السياحية والتراثية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار