تسعى الحرف اليدوية في ليبيا إلى الحفاظ على التراث الثقافي عبر إنتاج قطع فنية تعكس الهوية الليبية، وتقدم للسياح تجربة فريدة لرؤية الحرفيين أثناء العمل وشراء منتجات مصنوعة يدوياً، مما يعزز السياحة الثقافية المستدامة ويجعل البلاد وجهة جذابة لعشاق التراث.
تمثل صناعة الفخار إحدى أقدم الحرف في ليبيا، إذ يصنع الحرفيون الأواني والأباريق والكانون والمباخر وجرار تخزين السوائل وزراعة النباتات باستخدام الطين المحلي، ويبرز جمال الحرف في مدينة غريان كمركز رئيسي لهذه الصناعة التقليدية، حيث تمزج بين العملية والجمال الفني.
ابتكر الحرفيون الصناعات الصوفية عبر تحويل الصوف إلى بسط، كليم، فرش أرضية، برانيس، حقائب وخيام بيت الشعر، ويظهر الإبداع في النول والزخارف التي تعكس قصصاً وأساطير محلية، وتنتشر هذه الحرفة في مناطق الجبل الغربي، مصراتة، طرابلس وبني وليد، لتبرز التراث الشعبي الليبي.
استعملت الصناعات السعفية أوراق النخيل ونبات الديس في صناعة سلال وقبعات ومفارش وأوانٍ منزلية، وأضفى الحرفيون قيمة جمالية على الأدوات اليومية مثل المراوح وأطباق التغطية والحصير، لتظل هذه الحرفة شاهداً على الهوية الثقافية للمجتمعات في تاورغاء، وادي الحياة، مرزق، غدامس والجفرة.
أنشأ الحرفيون الصناعات الجلدية من جلود الأغنام والماعز، لإنتاج أحذية، أحزمة، سرج الخيل، أدوات موسيقية، الخيام والحقائب، وتركوا بصمة واضحة في غدامس، غات، الجفرة، بنغازي والجبل الأخضر، لتجسد الحرف اليدوية التقليدية قصص التراث والرحيل والثبات.
انتج الحرفيون الحرير من خيوط طبيعية لإنتاج أقمشة تقليدية مثل الحولي، العبروق والرداء الليبي، بالإضافة إلى الأحذية والفرامل المطرزة، ويعتبر طرابلس، بنغازي ومصراتة أهم مراكز صناعة الحرير، لتعكس الأناقة والهوية الثقافية المرتبطة بهذه الحرفة.
صاغ الحرفيون الخشب لتحويله إلى أدوات متعددة الاستخدامات، صناديق، تحف، وأدوات ركوب الجمال، مع الحفاظ على تقنيات النحت والطرز القديمة، وتبرز هذه الصناعات في غدامس، طرابلس، الجبل الأخضر، الجبل الغربي وبنغازي، لتؤكد العلاقة العميقة بين الإنسان والأرض.
شكلت المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس جزءاً من الحرف التقليدية، حيث أنتج الحرفيون حُلي النساء، التحف، أطباق الزينة والأدوات المنزلية، بينما أبدعوا في صناعة أدوات موسيقية كالربابة والعود والدفوف والمزامير، لتظل طرابلس، بنغازي، مصراتة وغات والجبل الأخضر مراكز حية للتراث اليدوي.
المصدر: وزارة السياحة الليبية