الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » الآثار » البليد.. مرجع مهم لدراسة التاريخ البحري والاقتصادي للجزيرة العربية

البليد.. مرجع مهم لدراسة التاريخ البحري والاقتصادي للجزيرة العربية

تأسس موقع البليد الأثري في محافظة ظفار على الساحل العماني خلال القرن الثالث عشر الميلادي، وأسست المدينة في فترة الدولة الحبوظية، وتم تسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2000 كجزء من أرض اللبان، وتعد المدينة أحد الموانئ التاريخية المهمة التي لعبت دوراً محورياً في تجارة اللبان وربط عمان بالمناطق المجاورة.

احتضنت البليد ميناءً تجارياً مزدهراً بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين، واحتفظت بآثار تلك الفترة، إذ تظهر بقايا الأسوار والمباني والمرافق العامة التي تعكس النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمدينة، كما يعكس موقعها الساحلي استراتيجيتها في استقبال السفن وتحميل البضائع وتسهيل حركة التجارة البحرية.

موقع البليد الأثري.. قبلة السياح نحو محافظة ظفار – جريدة وجهات

تمثل المدينة جزءاً من طريق اللبان التاريخي الذي ربط سلطنة عمان بمناطق البحر المتوسط والهند والعراق، وكانت محطة استراحة للقوافل والتجار، كما أسهمت في تبادل الثقافة والمعرفة بين الحضارات القديمة، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى تنظيم دقيق للميناء والأسواق والمرافق الإدارية، ما يعكس تطور التخطيط الحضري في تلك الفترة.

يضم موقع البليد متحف أرض اللبان الذي يقدم معلومات شاملة عن تاريخ المدينة وأهميتها التجارية، ويعرض نماذج للمعادن والعملات والنقوش القديمة، كما يقدم رؤية شاملة لطبيعة حياة السكان في تلك الحقبة، ويتيح للزوار دراسة التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شكلت المدينة خلال قرون من النشاط التجاري المكثف.

تستمر البعثات الأثرية في العمل بالموقع لاكتشاف المزيد من الأسرار المخفية تحت الرمال، وتهدف الدراسات إلى فهم طرق البناء والتخزين والنقل التي اعتمدها سكان المدينة، كما تركز على تحليل البقايا المعمارية والقطع الأثرية لتحديد تأثير التجارة البحرية على تطور المدينة واستقرارها الاقتصادي.

موقع البليد الأثري.. قبلة السياح الأولى في ظفار وشاهد عيان على حقب تاريخية متفرقة | جريدة الرؤية العمانية

يشكل موقع البليد حالياً وجهة سياحية هامة في سلطنة عمان، حيث يجذب الباحثين والزوار للاطلاع على الآثار والتاريخ العميق للمنطقة، كما يوفر فرصة للتفاعل مع البيئة الطبيعية الخلابة والمواقع الأثرية في آن واحد، ويظهر كيفية اندماج الإنسان مع الطبيعة لتحقيق النشاط الاقتصادي والحضاري.

يمثل البليد مثالاً حياً على قدرة الإنسان القديم على استغلال البيئة الساحلية وتطوير ميناء ناجح، كما يعكس دور عمان في تجارة اللبان عبر العصور، ويثبت أن المنطقة كانت مركزاً تجارياً وحضارياً مهماً، ويمثل الموقع اليوم مرجعاً مهماً لدراسة التاريخ البحري والاقتصادي للجزيرة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار