تقع مدينة أوغاريت الأثرية في تل رأس شمرا شمال اللاذقية، وتعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة مملكة مزدهرة في العصر البرونزي.
تتميز أوغاريت بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، خاصة لاكتشاف أقدم أبجدية مكتوبة في العالم، التي تعد أساسًا للعديد من الأبجديات الحديثة.
تعتبر أوغاريت مركزًا تجاريًا هامًا في شرق البحر الأبيض المتوسط، إذ ربطت بين الحضارات القديمة، وشهدت تطورًا ملحوظًا في مجالات الفن، العمارة، الدين، والأدب.
أثرت هذه المدينة بشكل كبير في تاريخ الكتابة والثقافة الإنسانية، ويُعد موقعها من أغنى المواقع الأثرية التي لا تزال تخضع لعمليات تنقيب مستمرة تكشف عن أسرار جديدة.
من أهم الاكتشافات في أوغاريت الأبجدية الأوغاريتية التي كتبت على ألواح طينية مسمارية، وأثبتت تقدم هذه الحضارة في التواصل وتوثيق المعرفة.
كذلك، كشف التنقيب عن قصر أوغاريت الملكي، الذي يظهر حياة الحكام السياسية والاجتماعية في المدينة، بالإضافة إلى العديد من المنحوتات والتماثيل التي تعكس براعة الفنانين المحليين.
تحتوي الألواح الطينية المكتشفة على نصوص دينية، أدبية، قانونية، واقتصادية، مما يوفر نظرة معمقة على الحياة اليومية لسكان أوغاريت.
كما عُثر على أقدم مقطوعة موسيقية معروفة، “الترنيمة الحورية رقم 6″، التي تعود إلى حوالي عام 1300 قبل الميلاد، مما يعزز مكانة أوغاريت كمركز حضاري غني بالعلوم والفنون.
تم إدراج أوغاريت في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، لما تمثله من إرث ثقافي وإنساني عالمي، وهي تبرز أهمية سوريا كمهد للحضارات القديمة التي أثرت في تاريخ البشرية، يظل الموقع هدفًا مهمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الكتابة والثقافات القديمة، ويدعو إلى دعم مستمر للحفاظ على هذا التراث.
أوغاريت اليوم تواصل تقديم معلومات جديدة عن الحضارة القديمة في سوريا، وتبرز كرمز لتراث غني يستحق الحماية والاهتمام، مما يعكس دورها في تاريخ المنطقة والثقافة العالمية.
المصدر: ويكيبيديا