السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)

عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي شاهد على عبقرية الإنسان

أكد عبد الرحمن البسيوني، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث يمثل المرآة الصادقة التي تعكس ملامح الحضارة العربية، موضحاً أن النظر في الموروث العربي يكشف عن إرث إنساني زاخر بالإنجازات، صنع القلم، وعلّم العالم الأبجدية، وشيد المدن التي لا تزال قائمة حتى اليوم، شاهدة على عبقرية الإنسان وقدرته على الإبداع عبر العصور، لافتاً إلى أن هذا التراث ليس مجرد ماضٍ نتذكره، بل هو جزء حي من هويتنا المعاصرة.

وأشار البسيوني إلى أن الموروث العربي يتضمن مزيجاً فريداً من الفنون والعمارة والأدب والعلوم، موضحاً أن هذه المكونات لم تكن مجرد نتاج حضارة إقليمية، بل ساهمت في تشكيل الحضارة الإنسانية جمعاء، حيث نقل العرب علومهم وفنونهم إلى العالم، وأثروا الثقافات الأخرى بإنجازاتهم في مجالات متعددة، بدءاً من الكتابة، وصولاً إلى الفلك والهندسة، مؤكداً أن هذا الإرث يظل مصدر فخر وإلهام للأجيال.

وأضاف أن الحفاظ على التراث العربي ليس مهمة ثقافية فقط، بل مسؤولية حضارية واقتصادية، إذ يمكن لهذا الموروث أن يكون محوراً لصناعة سياحة ثقافية مزدهرة، تدر عوائد كبيرة، وتوفر فرص عمل، وتعزز الانتماء الوطني، مشدداً على أن المدن التاريخية والمواقع الأثرية، إلى جانب الفنون التقليدية والحرف اليدوية، هي كنوز يجب استثمارها بعناية، وتقديمها للعالم بصورة عصرية تحترم أصالتها.

وأوضح البسيوني أن الاهتمام بالتراث لا يعني الانغلاق على الماضي، بل يتطلب دمج عناصره في الحاضر بأساليب مبتكرة، مثل استخدام التقنيات الحديثة في عرض المواقع الأثرية، أو رقمنة المخطوطات، أو دمج الفنون التقليدية في التصميمات المعاصرة، مؤكداً أن هذا الدمج يعزز من حضور التراث في الحياة اليومية، ويجعله أقرب إلى الأجيال الجديدة التي تعيش في عالم رقمي سريع الإيقاع.

وشدد على أن الهوية العربية تستمد قوتها من هذا الإرث العريق، وأن إهماله أو فقدانه يعني خسارة جزء كبير من شخصية الأمة، داعياً إلى تعاون الحكومات والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، من أجل إطلاق مبادرات مستدامة لحماية الموروث، وتعزيز حضوره في الإعلام والمنصات الدولية، بما يسهم في تصحيح الصورة النمطية عن العالم العربي، وإبراز دوره كصانع حضارة لا يقل عن أي حضارة عالمية أخرى.

واختتم البسيوني تصريحه بالتأكيد على أن التراث العربي سيظل مرآة لحضارة صنعت القلم وعلمت الأبجدية، وبنت المدن التي تظل شواهد على عظمة الإنسان وإبداعه، وأن الحفاظ عليه واجب يتجاوز حدود الثقافة، ليصل إلى صميم الهوية والمستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار