الخميس 1447/02/20هـ (14-08-2025م)

عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي: التراث روايتنا الكبرى للعالم 

أكد عبد الرحمن البسيوني، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث ليس مجرد مقتنيات قديمة أو صور محفوظة في أرشيف التاريخ، بل هو حكاية متواصلة تروي للعالم هوية الشعوب وجذورها، موضحًا أن كل نقش محفور على جدار، وكل قطعة فخار، وكل بيت قديم، يشكل سطرًا في الرواية الكبرى التي تعكس مسيرة الحضارات عبر العصور، وتعبر عن تفاصيل الحياة اليومية للأجداد، وطرائقهم في التعبير عن ثقافتهم.

وأضاف البسيوني أن التراث يمثل الرابط الحي بين الماضي والحاضر، فهو ليس إرثًا جامدًا يتوقف عند حدود المتاحف أو المعارض، بل كيان متجدد يعيش بين الناس ويتأقلم مع تغير الأزمنة، مؤكدًا أن قراءة النقوش أو التأمل في تصميم البيوت القديمة، هو بمثابة قراءة فصل من كتاب مفتوح يسرد قصص الانتصارات والتحديات، والحياة الاجتماعية والاقتصادية التي صنعت ملامح المجتمعات.

وأشار الأمين العام إلى أن الحفاظ على التراث يتطلب وعيًا مجتمعيًا حقيقيًا، يبدأ من إدراك قيمة كل أثر ومبنى تاريخي، ويمتد إلى توثيق الروايات الشفوية التي تحملها الأجيال عن العادات والتقاليد، لافتًا إلى أن هذه القصص الشفوية تعد جزءًا لا يقل أهمية عن القطع الأثرية، لأنها تكشف الجانب الإنساني العميق الذي لا يمكن أن تنقله الجدران أو الحجارة وحدها.

كما شدد البسيوني على ضرورة إشراك الشباب في برامج ومبادرات تهدف إلى حماية التراث ونقله إلى المستقبل، مؤكدًا أن انخراطهم في هذه الجهود سيمنحهم شعورًا بالفخر والانتماء، ويجعلهم أكثر ارتباطًا بجذورهم، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي السريع، والذي قد يساهم أحيانًا في طمس ملامح الهوية إذا لم يتم التعامل معه بوعي متوازن.

وختم البسيوني حديثه بالتأكيد على أن التراث ليس ملكًا لجيل بعينه، بل هو أمانة مشتركة بين الأجيال، تستحق أن تُصان بعناية وأن تُروى للعالم بكل فخر، لأن كل ما وصل إلينا من آثار وحكايات، هو رسالة واضحة تقول إن هذه الأرض كانت وما زالت شاهدة على إبداع الإنسان وقدرته على ترك بصمة خالدة في صفحات التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار