خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: الحرفي العربي يصنع هوية فنية إنسانية خالدة

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن كل قطعة يبدعها الحرفي العربي تحمل في طياتها بصمة إنسانية خاصة، وقيمة فنية لا يمكن لخطوط الإنتاج الآلية أن تستنسخها، مهما بلغت من تطور تقني، وأضاف أن ما يصنعه الإنسان بيديه يبقى شاهدًا على تاريخ طويل من الإبداع، وهو ما يميز منتجات الحرفيين العرب عن المنتجات الصناعية الموحدة التي تفتقد الروح.
وأشار خليل إلى أن الحرف التقليدية ليست مجرد أدوات أو منتجات استهلاكية، بل هي انعكاس لثقافة الشعوب وذاكرتها الجمعية، حيث تجتمع فيها القيم الجمالية والفنية مع الخبرة العملية التي توارثها الحرفيون عبر الأجيال، لتشكل في مجملها جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة العربية.
كما شدد على أن الآلة يمكنها أن تنتج ملايين القطع المتشابهة في وقت قصير، لكنها لا تستطيع أن تنقل الإحساس الذي يتركه الحرفي في كل ضربة إزميل أو غرزة إبرة أو لمسة فرشاة، فكل عمل يدوي يحمل تفاصيل صغيرة تعكس شخصية المبدع وتجربته الحياتية، وهو ما يجعل كل قطعة فريدة في شكلها ومعناها.
وأوضح مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن دعم الحرفيين العرب هو مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الثقافية والإعلامية والجهات الرسمية، لأن هذه الفئة تحمل إرثًا حضاريًا يجب الحفاظ عليه وتطويره، مشيرًا إلى أن التقدير المعنوي والمادي للحرفيين يضمن استمرار هذا العطاء، ويحفز الأجيال الشابة على الانخراط في هذه المهن التي تشكل ركيزة أساسية في الهوية الثقافية للمنطقة.
وأضاف خليل أن الإعلام التراثي يلعب دورًا محوريًا في إبراز هذه الجهود، عبر تسليط الضوء على النماذج المتميزة من الحرفيين، ونقل قصصهم الملهمة إلى المجتمع، مما يرسخ مكانة التراث في وجدان الناس، ويعيد الاعتبار إلى قيمة العمل اليدوي الذي يمثل رمزًا للإنسانية والتفرد.
وختم بالقول إن التراث الحرفي العربي لا يقتصر على الماضي فحسب، بل يمتد إلى الحاضر والمستقبل، فهو مجال رحب يمكن أن يتجدد ويبتكر دون أن يفقد جوهره الأصيل، مؤكدا أن الحفاظ عليه مسؤولية تتطلب تكامل الأدوار بين صناع القرار، والمجتمع، والإعلام، لدعم استمرارية هذا الفن الإنساني الفريد.