الأحد 1447/02/23هـ (17-08-2025م)

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي لغة تخاطب قلوب البشر

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث العربي يشكل لغة عالمية تتجاوز حدود الجغرافيا واللغة، موضحاً أن عناصره المتنوعة، من موسيقى العود إلى رائحة القهوة العربية وزخارف القباب، تحمل رسائل إنسانية مشتركة، تتحدث مباشرة إلى قلوب البشر أينما وجدوا، وتعبر عن جوهر الهوية الثقافية للأمة، دون الحاجة إلى ترجمة أو تفسير.

وأشار خليل إلى أن التراث لا يُختزل في المظاهر المادية فقط، بل يمتد ليشمل القيم والتقاليد التي تعكس روح الكرم والضيافة والتواصل الإنساني، مبيناً أن هذه القيم حين تتجسد في أشكال فنية أو معمارية، فإنها تترك أثراً عاطفياً عميقاً لدى من يراها أو يعيشها.

كما أكد خليل أن الفن المعماري الإسلامي، مثلاً، لا يُدهش فقط بجماله وتناسقه، بل بما يحمله من رموز ومعانٍ روحانية تعكس فلسفة الحياة في العالم العربي والإسلامي.

وأضاف أن الموسيقى العربية، وخاصة موسيقى العود، تمثل جسراً ثقافياً يصل بين الشعوب، إذ تمتاز بقدرتها على إثارة المشاعر وخلق حالة من الانسجام الإنساني، مشيراً إلى أن نغماتها الهادئة أو الحزينة أو المبهجة، تستطيع أن تلامس وجدان المستمع، بغض النظر عن خلفيته الثقافية، وهو ما يجعلها أحد أهم عناصر القوة الناعمة التي يمكن للعالم العربي أن يقدمها للبشرية.

وأوضح خليل أن القهوة العربية ليست مجرد مشروب، بل طقس اجتماعي يحمل معاني الاحترام والتقدير، حيث يرتبط تقديمها بعادات الضيافة والكرم، ويشكل رمزاً للتواصل بين الناس، مبيناً أن رائحتها المميزة ونكهتها الفريدة تجعلانها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية، وقادرة على أن تروي قصة شعب وحضارة في كل فنجان.

وشدد على أن زخارف القباب والمآذن في العمارة الإسلامية، تمثل بدورها لغة بصرية تنطق بالجمال والانسجام، وتكشف عن مهارة الفنانين والحرفيين الذين أبدعوها، موضحاً أن هذه الزخارف ليست مجرد تزيين، بل تحمل دلالات روحية وفكرية تعكس نظرة الإنسان العربي والإسلامي للعالم من حوله، وتجسد توازناً فريداً بين الفن والوظيفة.

واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن التراث العربي يمتلك القدرة على أن يكون سفيراً حضارياً للعالم العربي، وأنه لا يحتاج إلى ترجمة لأنه يخاطب وجدان الإنسان مباشرة، داعياً إلى الحفاظ على هذا الإرث وتطوير طرق تقديمه، بما يجعله حاضراً في المحافل الدولية، وقادراً على إيصال رسالته الإنسانية للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار