خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي يعيش في تفاصيل حياتنا
أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث العربي ليس محصوراً داخل المتاحف أو المعارض، بل هو حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية، موضحاً أن مظاهره تتجلى في الأمثال الشعبية التي تناقلتها الأجيال، وفي نكهة الخبز الطازج الذي يعبق بالموروث، وفي الطرقات المرصوفة بالحجر القديم التي تحفظ عبق التاريخ، مشيراً إلى أن هذا التراث الحي يمثل رابطاً متيناً بين الماضي والحاضر.
وأوضح خليل أن التراث المادي والمعنوي يشكلان معاً ملامح الهوية الثقافية، فالأمثال الشعبية، على سبيل المثال، ليست مجرد عبارات متوارثة، بل حكم وتجارب حياتية تعكس نظرة المجتمع وقيمه، مؤكداً أن هذه الأمثال تظل شاهدة على عمق التواصل بين الأجيال، وتحمل في طياتها إرثاً لغوياً وثقافياً لا يقدر بثمن، يجب الحفاظ عليه وتوثيقه.
وأضاف أن الأطعمة التقليدية، مثل الخبز الطازج، تعبر عن ارتباط الإنسان ببيئته وموروثه، موضحاً أن وصفات الطهي المتوارثة تحفظ تاريخ المجتمعات وتروي قصصاً عن حياة الأجداد، بدءاً من مكونات الطعام، وصولاً إلى طرق تحضيره، لافتاً إلى أن الحفاظ على هذه العادات الغذائية يمثل جزءاً من الحفاظ على الهوية، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.
وأشار إلى أن الطرقات المرصوفة بالحجر القديم هي بدورها صفحات مفتوحة من كتاب التاريخ، حيث شهدت أحداثاً ووقائع شكلت ملامح الحاضر، مبيناً أن هذه المعالم العمرانية لا تحمل فقط قيمة جمالية، بل تمثل ذاكرة حية تذكر الأجيال بجذورها، وتعيد إحياء مشاهد الحياة التي عاشها الأجداد، داعياً إلى صيانتها وحمايتها من الاندثار.
وشدد خليل على أن دمج التراث في الحياة اليومية يعزز الشعور بالانتماء، ويقوي الروابط الاجتماعية، مؤكداً أن الحفاظ على هذا التراث يتطلب مشاركة المجتمع بكافة فئاته، من خلال المبادرات الثقافية، والفعاليات الشعبية، والمحتوى الإعلامي الذي يسلط الضوء على أهمية التراث، ويشجع على استلهام عناصره في الفنون والتصميم والحرف اليدوية.
واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن التراث، حين يعيش في تفاصيل حياتنا، يصبح أكثر قرباً من الأجيال الجديدة، وأكثر قدرة على الاستمرار، مشيراً إلى أن صون هذا الإرث ليس مجرد واجب ثقافي، بل مسؤولية حضارية تضمن بقاء الهوية العربية حية ومتجددة.