خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: نمتلك كنوزا عربية بانتظار من يعيد اكتشافها

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن الوطن العربي ما زال يزخر بكنوز حضارية مدفونة في صحاريه الشاسعة ومدنه العتيقة، مشيراً إلى أن هذه الكنوز ليست مجرد آثار مادية أو مبانٍ تاريخية، بل هي شواهد حية على حضارات ضاربة في عمق التاريخ، تحمل في طياتها قصصاً وأحداثاً شكلت ملامح الهوية العربية.
وأضاف مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن هذه الكنوز تحتاج إلى من يعيد اكتشافها، ويحسن تقديمها للعالم بأسلوب عصري، يبرز قيمتها التاريخية والإنسانية.
وأوضح خليل أن كثيراً من المواقع التراثية في الوطن العربي لم تنل بعد حقها من البحث والتوثيق، رغم ما تحمله من قيمة ثقافية كبيرة، مشيراً إلى أن الاهتمام بالتراث ليس ترفاً ثقافياً، بل هو مسؤولية حضارية تقع على عاتق الجميع، حكومات ومؤسسات وأفراد، بهدف الحفاظ على الإرث للأجيال القادمة، وضمان استمراره كمصدر فخر وإلهام.
وأكد أن الإعلام المتخصص في التراث يلعب دوراً محورياً في هذا المسعى، من خلال تسليط الضوء على الكنوز المغمورة، ونقل حكاياتها إلى الجمهور المحلي والعالمي.
وأشار مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي إلى أن العالم اليوم أصبح أكثر اهتماماً بالثقافات المتنوعة، وأن السياحة الثقافية تشهد نمواً ملحوظاً، وهو ما يفتح أمام الدول العربية فرصة ذهبية لاستثمار تراثها كرافد اقتصادي مهم، يساهم في تنشيط السياحة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الحضور العربي على خريطة السياحة العالمية، خاصة إذا تم دمج هذا التراث في تجارب سياحية متكاملة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وشدد خليل على ضرورة تبني استراتيجيات وطنية وإقليمية للحفاظ على التراث، تبدأ من عمليات التوثيق والأرشفة الرقمية، مروراً ببرامج الترميم والصيانة، وصولاً إلى حملات الترويج السياحي والثقافي، لافتاً إلى أن التعاون بين الدول العربية في هذا المجال يمكن أن يثمر عن مشاريع مشتركة تعزز الهوية الثقافية الجامعة، وتخلق جسوراً للتواصل بين الشعوب.
كما دعا خليل إلى إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على التراث، مؤكداً أن سكان المناطق التراثية هم الحراس الحقيقيون لهذه الكنوز، وأن منحهم فرص المشاركة في عمليات الحماية والترويج، يضمن استدامة هذه الجهود، ويعزز من شعورهم بالانتماء والفخر بما يمتلكونه من إرث حضاري.
واختتم مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي تصريحه بالتأكيد على أن التراث العربي ليس ملكاً لجيل أو شعب بعينه، بل هو إرث إنساني مشترك، يجب أن يظل نابضاً بالحياة، عبر مبادرات تضمن نقله للأجيال القادمة، وتتيح للعالم فرصة التعرف على الوجه الحضاري المشرق للوطن العربي، بعيداً عن الصور النمطية، وبما يليق بتاريخه العريق ومكانته بين الأمم.