الأحد 1447/02/23هـ (17-08-2025م)

الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث ركيزة تدعم مسيرة الحداثة

أكد الدكتور يوسف الكاظم، رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث لا يمثل عائقاً أمام الحداثة، بل يعد مصدراً أساسياً يغذيها ويمنحها بعداً أعمق، موضحاً أن عناصر الهوية الثقافية يمكن أن تتماشى بسلاسة مع معطيات العصر الحديث، لتصنع نموذجاً متوازناً يجمع بين الأصالة والتجديد، ويعكس صورة حضارية متفردة للأمة العربية على الساحة الدولية.

وأشار الكاظم إلى أن الخط العربي مثال حي على هذا التمازج، حيث يستطيع أن يحيا على جدران متاحف القرن الحادي والعشرين، كما عاش في مخطوطات القرون الوسطى، مبيناً أن جماليات الحروف العربية وقدرتها على التكيف مع مختلف المدارس الفنية، تجعلها لغة بصرية عالمية قادرة على التواصل مع الجمهور المعاصر، دون أن تفقد جذورها التاريخية أو خصوصيتها الثقافية.

وأضاف أن العمارة الإسلامية والفنون التقليدية الأخرى تحمل هي أيضاً إمكانات كبيرة للاندماج في بيئات معاصرة، من خلال دمج العناصر التراثية في التصاميم الحديثة، مؤكداً أن هذا النهج لا يحافظ فقط على الإرث الثقافي، بل يمنحه حياة جديدة، ويجعله جزءاً من المشهد العمراني والفني الذي يعيش فيه الإنسان اليوم، لافتاً إلى أن الحفاظ على هذه الموروثات يجب أن يتم بروح الابتكار، وليس بمجرد التكرار أو التقليد.

وأوضح الكاظم أن العلاقة بين التراث والحداثة هي علاقة تكامل وليست صراع، فالحداثة التي تنفصل عن جذورها تصبح بلا هوية، والتراث الذي لا يجد طرقاً جديدة للتعبير يصبح عرضة للنسيان، مشيراً إلى أن المؤسسات الثقافية والفنية في العالم العربي بحاجة إلى تبني استراتيجيات تدمج بين التقنيات الحديثة والمواد التراثية، من أجل تقديم محتوى يناسب الأجيال الجديدة ويثير اهتمامهم.

وشدد على أن الخط العربي، والفنون الإسلامية، والموروث الشفهي، يمكن أن تكون جميعها مصادر إلهام لصناعات إبداعية معاصرة، بدءاً من التصميم الرقمي، وصولاً إلى الفنون البصرية والوسائط المتعددة، مؤكداً أن هذه الخطوة ستفتح آفاقاً واسعة لخلق فرص اقتصادية، وتعزيز مكانة العرب في الأسواق العالمية، من خلال تقديم منتج ثقافي يحمل بصمة الهوية وملامح العصر في آن واحد.

واختتم الكاظم تصريحه بالتأكيد على أن بناء المستقبل لا يتطلب التخلي عن الماضي، بل يتطلب فهمه وإعادة صياغته بما يخدم الحاضر، موضحاً أن التراث حين يتبنى روح الحداثة، يصبح أكثر قوة وتأثيراً، ويظل شاهداً على إبداع الأمة وقدرتها على التكيف والتجدد.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار