الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: تراثنا العربي مصدر قوتنا الناعمة

أكد الدكتور يوسف الكاظم، رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن القوة الناعمة للعرب لا تكمن فقط في النفط أو التجارة، بل تتجلى في عمق الموروث الثقافي الذي يمتد لآلاف السنين، موضحاً أن الحرف العربي، والعمارة الإسلامية، والقصص التي أبهرت الحضارات عبر القرون، هي الركائز الحقيقية التي تمنح الأمة حضورها المؤثر على الساحة العالمية، وتؤسس لجسور التواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى.

وأشار الكاظم إلى أن الحرف العربي ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل تحفة فنية بحد ذاته، يعكس جماليات الثقافة العربية، ويختزل في زخارفه وخطوطه تاريخاً طويلاً من الإبداع والابتكار، مبيناً أن العمارة الإسلامية بدورها ليست مجرد مبانٍ أو مساجد، بل هي فلسفة معمارية متكاملة تجمع بين الجمال والوظيفة، وتعكس قيم التناسق والروحانية التي ميّزت الحضارة العربية والإسلامية، وألهمت معمار العالم في فترات متعددة.

وأضاف أن القصص العربية القديمة، من الأساطير الشعبية إلى الحكايات التاريخية، لعبت دوراً محورياً في تشكيل الوعي الجمعي، ونقلت قيم الشجاعة والحكمة والكرم من جيل إلى جيل، مؤكداً أن هذه الحكايات لم تبهر فقط المجتمعات العربية، بل وجدت طريقها إلى ثقافات أخرى، وأسهمت في إثراء الأدب العالمي، مشيراً إلى أن ترجمة هذه القصص وانتشارها عالمياً عززت مكانة العرب كأمة ذات إرث إنساني عميق.

وشدد الكاظم على أن الاهتمام بهذا الموروث لا بد أن يتجاوز البعد الرمزي، ليتحول إلى مشاريع عملية تدعم الاقتصاد، وتخلق فرص عمل، وتعزز السياحة الثقافية، موضحاً أن الحرف العربي يمكن أن يتحول إلى صناعة إبداعية مزدهرة في مجالات التصميم الرقمي والفنون البصرية، وأن العمارة الإسلامية قادرة على إلهام مشاريع معمارية معاصرة تحافظ على الهوية وتدمج الابتكار، فيما يمكن للقصص العربية أن تكون مصدراً غنياً لصناعة السينما والأعمال الدرامية والألعاب التفاعلية.

واختتم الكاظم تصريحه بالتأكيد على أن الاستثمار في القوة الناعمة للتراث العربي، ليس ترفاً فكرياً أو مشروعاً جانبياً، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات الثقافية والعولمة المتسارعة، داعياً الحكومات والمؤسسات الخاصة إلى دعم المبادرات التي تحافظ على هذا الإرث، وتقدمه للعالم بأسلوب معاصر يليق بمكانة الأمة وتاريخها العريق.