الثلاثاء 1447/02/18هـ (12-08-2025م)

الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي إرث إنساني خالد وحمايته عهد تجاه الماضي والمستقبل

أكد الدكتور يوسف الكاظم، رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث العربي ليس مجرد بقايا من الماضي أو حجارة صامتة، بل هو نبض التاريخ وصوت الأجداد ورسالة أمة امتدت جذورها في عمق الأرض وارتقت حضارتها إلى عنان السماء، مؤكداً أن هذا التراث يشكل جزءاً لا ينفصل عن التراث الإنساني العالمي، وأن حمايته واجب مشترك على البشرية جمعاء، وفاءً لما قدمه أسلافنا، وضماناً لحق الأجيال القادمة في التعرف على هويتهم الإنسانية الجامعة.

ويرى الكاظم أن القصور التاريخية، والمآذن العتيقة، والأسواق التقليدية، والحرف اليدوية التي تفوح برائحة الأصالة، ليست مجرد معالم، بل هي ذاكرة حية تسرد حكايات الشعوب، وتروي قصص تلاقي الثقافات، وتوثق مسيرة الإبداع الإنساني، موضحاً أن كل حجر منحوت، وكل زخرفة يدوية، وكل لحن تراثي، يحمل بصمة إنسان عبر القرون.

وأكد أن مسؤولية الحفاظ على هذا الموروث تتجاوز حدود الترميم والصيانة، فهي تتطلب توثيقاً علمياً دقيقاً، ونقلاً واعياً للمعرفة، وتوظيفاً للتقنيات الحديثة في تقديم التراث بلغة الحاضر، بحيث تصل رسالته إلى عقول وقلوب الشباب، فيدركوا قيمته، ويتشبثوا به كجزء أصيل من هويتهم وانتمائهم.

وكشف الكاظم أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى عبر مشاريعه ومبادراته إلى جعل التراث العربي حاضراً على الساحة الدولية، وأن الإعلام التراثي لم يعد ترفاً ثقافياً، بل أصبح جسراً حضارياً يربط الماضي بالحاضر، وينقل للعالم صوراً حيّة من عبقرية الحضارة العربية.

وأضاف أن التراث ليس فقط إرثاً معنوياً، بل هو أيضاً رافد اقتصادي يمكن أن ينعش السياحة الثقافية، ويحفّز الصناعات الإبداعية، ويفتح أبواب العمل للشباب، مشيراً إلى أن الاستثمار في التراث هو استثمار في القوة الناعمة للأمة، وفي مكانتها واحترامها على الساحة العالمية.

واختم الكاظم تصريحه بدعوة صادقة لتكاتف الأيادي وتوحيد الجهود، عربياً وعالمياً، لصون هذا الإرث الإنساني الفريد، مؤكداً أن التراث العربي أمانة في أعناق الجميع، وأن حمايته هي وعد نقطعه على أنفسنا أمام التاريخ، كي يظل حياً في ذاكرة الأجيال، ملهماً للعقول، ومشرقاً في سجل الحضارة الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار