التراث… هوية أمة وذاكرة حضارة

كتب: صلاح علي القادري عضو مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي
التراث ليس مجرد بقايا من الماضي أو مقتنيات في المتاحف، بل هو روح الأمة وذاكرتها الحية، ومرآة تعكس مسيرتها عبر القرون،إنه مزيج من الموروث المادي كالمباني التاريخية والآثار، والموروث غير المادي كاللغة، والعادات، والفنون، والحكايات الشعبية. ومن خلاله تتجسد القيم، وتتوارث الأجيال المعارف والتجارب، ليظل حاضرًا في كل مراحل النهضة والتطور.
وتكمن أهمية التراث في الحفظ على الهوية فالتراث هو السور الذي يحمي هوية الأمة من الذوبان في ثقافات أخرى، وهو الجذر الذي يغذي انتماء الأجيال.
وهو عداه من أدوات القوة الناعمة حيث يمثل التراث أداة دبلوماسية وثقافية قوية، تجذب السياح، وتفتح أبواب التبادل الحضاري، وتعزز الصورة الإيجابية للأوطان.
كما أن التراث محرك اقتصادي فالمواقع الأثرية والحرف التقليدية والمهرجانات التراثية، كلها موارد اقتصادية تسهم في تنمية المجتمعات.
والتراث هو صلة الماضي بالمستقبل فهو الجسر الذي يربط خبرات الأجداد بطموحات الأبناء، فيمنحهم الثقة والأصالة وهم يصنعون الغد.
ولكل ما ذكر أعلاه تأسس دور الاتحاد العربي للإعلام التراثي
في ظل التحديات التي تواجه التراث العربي من إهمال أو طمس أو تزييف، يأتي الاتحاد العربي للإعلام التراثي كمنارة لحماية هذا الإرث العظيم، من خلال:
التوثيق والإبراز الإعلامي: إنتاج برامج، وأفلام وثائقية، وحملات إعلامية تسلط الضوء على الكنوز التراثية في الوطن العربي.
التوعية والتثقيف: نشر الوعي المجتمعي بأهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه، خاصة بين الأجيال الشابة.
التعاون الإقليمي: ربط المؤسسات الإعلامية والثقافية في الدول العربية بمشاريع مشتركة لحماية وتطوير الموروث.
الدفاع عن التراث المهدد: رصد الانتهاكات التي تطال المواقع التاريخية أو الموروث الثقافي، والتصدي لها عبر المنابر الإعلامية.
رسالة للمستقبل
إن الحفاظ على التراث ليس مجرد عمل ثقافي أو فني، بل هو واجب وطني وقومي. ومن خلال الجهود المشتركة بين الإعلام، والمؤسسات الثقافية، والمجتمع، نستطيع أن نضمن أن يبقى تراثنا العربي نابضًا بالحياة، يلهم الأجيال، ويُعرّف العالم بعظمة حضارتنا.