خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي إرث إنساني يجمع الشعوب عبر العصور

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث العربي لا يقتصر على كونه ملكية خاصة بالشعوب العربية، بل يمثل جزءاً أصيلاً من الذاكرة الإنسانية المشتركة، مشدداً على أن أي فقدان لهذا التراث يعد خسارة للبشرية جمعاء، إذ إنه يعكس تاريخاً طويلاً من التفاعل الثقافي والتواصل الحضاري الذي ساهم في تشكيل هوية العالم عبر القرون.
وأشار خليل إلى أن التراث العربي، بمختلف أشكاله المادية والمعنوية، هو ثمرة تلاقح حضاري بين ثقافات متعددة، أسهمت في صياغة منظومة قيمية وفنية غنية، بدءاً من العمارة والفنون، مروراً بالموسيقى والحرف التقليدية، وصولاً إلى الموروث الشفهي من أمثال وحكايات وأساطير، لافتاً إلى أن هذا التنوع يعكس عمق التجربة الإنسانية التي عاشتها المنطقة، ويدعو إلى الحفاظ عليها كجزء من مسؤولية مشتركة بين الدول والمجتمعات.
وأضاف أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى، من خلال برامجه ومبادراته، إلى تسليط الضوء على أهمية التراث في تعزيز الحوار بين الثقافات، موضحاً أن تعريف العالم بروائع التراث العربي يمكن أن يسهم في كسر الصور النمطية، ويعزز الاحترام المتبادل بين الشعوب، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تهدد الكثير من الموروثات الثقافية بالاندثار أو التشويه.
كما أوضح خليل أن حماية التراث تتطلب تكاتف الجهود بين المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، داعياً إلى استثمار وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر الوعي بقيمة هذا التراث، والعمل على توثيقه وإبرازه بأساليب مبتكرة تستهوي الأجيال الجديدة، حتى يبقى حياً وملهمًا.
وتابع قائلاً إن أي خسارة لعنصر من عناصر التراث، سواء كانت مبنى أثرياً أو قطعة فنية أو طقساً شعبياً، تمثل فقداناً لجزء من قصة الإنسانية، لأن هذا التراث هو سجل حي للتجارب والقيم والمعتقدات التي شكلت ملامح المجتمعات، مؤكداً أن الحفاظ عليه هو واجب أخلاقي وحضاري يقع على عاتق الجميع، وليس فقط على أصحاب الأرض التي نشأ فيها.
واختتم مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي تصريحه بالتأكيد على أن العمل من أجل حماية التراث هو استثمار في المستقبل، لأنه يمنح الأجيال القادمة فرصة للتعرف على تاريخها الحقيقي، ويعزز انتماءها لجذورها، وفي الوقت ذاته يفتح المجال أمام العالم لاكتشاف غنى الثقافة العربية وإسهاماتها الفاعلة في الحضارة الإنسانية، وهو ما يعزز بدوره من أواصر التعاون والتفاهم بين الأمم.