الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
الحرف اليدويةقطاعات التراث

الخط السعودي يرسخ الهوية الثقافية بصيغة عصرية جديدة

أطلقت وزارة الثقافة مشروع “الخط السعودي” ليجسد رؤية بصرية تحمل اسم المملكة وتعبر عن خصوصيتها الثقافية في العالم، حيث جاء تصميم الخط ليواكب متطلبات التصميم المعاصر ويعكس ملامح الهوية السعودية، مع مراعاة التوازن بين الجذور التاريخية والوظائف التقنية الحديثة، ويعبر هذا الخط عن مرونة بصريّة متقنة تمثل المملكة في المحافل الرقمية والبصرية، مستندًا إلى مزيج من الحرف العربي التقليدي والطابع المحلي.

وطورت الوزارة عدة خطوط تعكس موضوعات وطنية، منها خط عام الحرف اليدوية، وخط عام الإبل، وخط المصمك، وخط عام الشعر العربي، وخط الوتد، وخط النسيب، وتكاملت هذه الجهود مع مبادرات الثقافة السعودية لتوثيق الهوية عبر فن الخط العربي.

وجاء إعلان استحداث الخط السعودي في 16 إبريل 2025 كأحد أبرز المشاريع التي تهدف إلى ترسيخ الخط العربي كفن حي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم اللغة والفنون البصرية.

كما حرصت الوزارة على تسجيل الخط العربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو بالتعاون مع عدة دول عربية عام 2022، مما يعزز من دور المملكة في الحفاظ على هذا الفن الإسلامي وتوريثه للأجيال القادمة، وترسخت هذه الجهود من خلال إنشاء مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي في المدينة المنورة، والذي يعمل تحت اسم “دار القلم”، ويعد اليوم منصة دولية متقدمة في مجال تعليم ونشر فنون الخط.

ونظم النادي الأدبي الثقافي بجدة ورشة تحت عنوان “الخط السعودي” بمشاركة خطاط الحرم المكي عبدالمجيد الأهدل، وأكثر من عشرين خطاطًا وخطاطة، حيث ناقشت الورشة الأسس الفنية للخط السعودي واستخداماته البصرية في السياقات الحديثة، وجاء ذلك استمرارًا للرؤية الثقافية التي تسعى لإعادة صياغة العلاقة بين المواطن والفن العربي الأصيل، وتأكيدًا على أن الخط السعودي ليس مجرد عنصر زخرفي، بل رمز للهوية وجسر للثقافة بين الداخل والخارج.

من جانه، أوضح رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي أن وزارة الثقافة تعاملت مع الخط العربي كعنصر أصيل من عناصر الهوية الوطنية.

كما أشار إلى مبادرات مثل “عام الخط العربي” التي أحدثت تفاعلًا واسعًا في الأوساط الثقافية، وأكد أن استحداث الخط السعودي يعكس تحولا نوعيًا في النظرة إلى الخط كأداة حضارية.

وساهمت هذه الجهود في تعزيز صورة المملكة دوليًا كدولة قادرة على تقديم فنونها الأصيلة بمنهج عصري، وتعمل الوزارة على التوسع في استخدام الخط السعودي في التطبيقات الرقمية الرسمية والمنصات الثقافية، مما يجعل من هذا المشروع نقطة التقاء بين الماضي والتقنية الحديثة، ويضع المملكة في موقع الريادة في مجال الفنون البصرية العربية.

المصدر: أخبار 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى