شلالات كحلاء تحوّل عسير إلى وجهة صيفية فريدة

شهد مركز كحلاء جنوب منطقة عسير تدفقًا لافتًا للزوار بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في تشكّل شلالات موسمية من قمم الجبال، حيث انحدرت المياه بقوة عبر المجاري الطبيعية بين الصخور والتكوينات الجبلية، مشكلة مشاهد بصرية جذبت المصورين والمهتمين بالطبيعة من مختلف المناطق، وفتحت الباب أمام حركة سياحية نشطة في المنطقة التي تقع على بُعد نحو 200 كيلومتر جنوب مدينة أبها.
وتحوّلت جبال كحلاء، المعروفة بتضاريسها الصخرية الحادة وطبيعتها الوعرة، إلى مشهد حيّ يوثق لحظة تفاعل الطبيعة مع الأمطار الموسمية، وشكّلت الشلالات المتدفقة ملامح استثنائية عززت من حضور الموقع على خارطة السياحة البيئية في المملكة، خاصة أن هذه الظواهر لا تظهر إلا خلال فترات محدودة من العام، ما يمنحها قيمة إضافية لدى الزائرين وهواة الرحلات البرية.
واعتمد المشهد الجغرافي في كحلاء على تناغم ثلاثي يجمع بين المرتفعات الخضراء، والمجاري المائية الطبيعية، والسحب المتلبدة التي غطت سماء المنطقة أثناء وبعد هطول الأمطار، وأدى هذا التكوين الطبيعي إلى مضاعفة التفاعل البصري مع الموقع، خاصة بين المصورين الفوتوغرافيين الذين توافدوا لالتقاط مشاهد نادرة يصعب تكرارها خارج هذه الفترات الزمنية القصيرة.
كما برز الموقع كأحد أهم الوجهات الطبيعية في منطقة عسير، التي تعرف بتنوعها البيئي والمناخي، وأكدت هذه الأمطار على إمكانات المنطقة في اجتذاب الزوار في موسم الصيف، وذلك بفضل الطقس المعتدل، والطبيعة المتجددة، والبيئة الصالحة للأنشطة السياحية المفتوحة، مثل التخييم، والتنزه، والاستكشاف.
وتعكس هذه الظواهر الطبيعية الدور المتنامي للمواقع غير التقليدية في دفع عجلة السياحة الداخلية، وتدعم الرؤية الوطنية نحو تنويع الأنشطة السياحية وتوزيعها جغرافيًا، خاصة في المناطق التي تزخر بموارد طبيعية لم تُستغل بعد بشكل واسع، ويعيد ظهور شلالات كحلاء الاهتمام بتعزيز البنية التحتية حول المواقع البيئية لتسهيل الوصول إليها وتنظيم الأنشطة المرتبطة بها.
كما تمنح هذه المشاهد سكان المنطقة شعورًا بالفخر، وتمنح الزوار فرصة نادرة لمشاهدة التحولات البيئية الفورية الناتجة عن المطر، وتجسد جمال الطبيعة السعودية الذي ما زال يحتفظ بقدرته على الإدهاش وجذب الانتباه في كل موسم.