تُعد الأهازيج والرقصات الشعبية جزءاً أصيلاً ومحورياً من التراث اليمني الغني والمتنوع، وهي تعكس التنوع الجغرافي والثقافي لليمن، الذي يتوزع بين السواحل والجبال والهضاب، ترتبط هذه الفنون ارتباطاً وثيقاً بالمناسبات الاجتماعية والدينية، وتُعد وسيلة للتعبير عن الفرح والترحيب.
يتميز التراث الموسيقي اليمني بثرائه وتعدد أنماطه، حيث يشتهر في المناطق الساحلية فن “الزار” و”الليوا” التي تحمل إيقاعات سريعة ومقامات موسيقية متأثرة بالرحلات البحرية والتجارة مع شرق أفريقيا، تُستخدم في هذه الرقصات الآلات الإيقاعية كالطبول الكبيرة والمزامير، وتُؤدى بحركات سريعة وحيوية.
يُعد فن “البرع” من أبرز الفنون الشعبية المنتشرة في مناطق صنعاء والمناطق الجبلية، وهو يُعتبر رقصة رجالية حماسية تُؤدى بالجنبية (الخنجر اليمني)، تتسم هذه الرقصة بالتحركات الإيقاعية المتناغمة والمتغيرة السرعة، وتُصاحبها أهازيج حماسية ترفع من معنويات الراقصين، ما يجعلها رمزاً للشجاعة والرجولة.

تُؤدى الأهازيج والرقصات في اليمن في مختلف المناسبات، مثل الأعراس والاحتفالات بختان الأطفال ومواسم الحصاد، يُعتبر “الزفة” جزءاً مهماً من طقوس الزواج، حيث تُقدم فيها فرق فنية شعبية ألواناً من الغناء والرقص لإعلان الفرح، ويُشارك في هذا الاحتفال كافة أفراد المجتمع.
تُستخدم في الموسيقى اليمنية آلات تقليدية مثل “العود” اليمني الذي يتميز بتركيبته الخاصة، و”المرفع” (الطبل)، و”الناي” (المزمار)، تُشكل الكلمات المغناة جزءاً أساسياً من التراث، إذ تُؤدى قصائد شعرية فصحى وعامية في الغزل والحكمة والمدح، ما يضمن حفظ هذا الشعر وتناقله شفوياً عبر الأجيال.
تظل هذه الفنون الحية دليلاً على أصالة التراث اليمني وعمق تاريخه، وهي تُجسد روح الوحدة والتنوع في آن واحد، ويُعتبر الحفاظ على هذه الأهازيج والرقصات أمراً أساسياً للحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التحديات المعاصرة.
المصدر: ويكيبيديا