يعتبر الشنكليش نوعاً فريداً من الأجبان أو الألبان المُعتقة، وهو أحد أشهر المقبلات التي تشتهر بها كل من سوريا ولبنان، يُقدم هذا الطبق عادةً بارداً بعد إضافة زيت الزيتون، والبندورة، وشرائح البصل إليه، ما يُكسبه نكهة مميزة وغنية.
يُعرف الشنكليش أيضاً باسم الشنغليش، وهو عبارة عن جبن مُخمّر يُصنع من لبن البقر أو لبن الماعز، يعد هذا الجبن من الأطباق الشائعة في سوريا ولبنان وفلسطين، ويدخل ضمن ما يُعرف بـ «أكلات المونة» التي تُحفظ لفترات طويلة.
يُشبه الشنكليش في طبيعته الجبنة الفرنسية المعروفة باسم Blue cheese، وله رائحة مميزة ومماثلة لتلك الأجبان المعتقة، يتم تصنيعه في البداية من اللبن المسحوب الدسم الذي يُخثّر بالحرارة، ثم يُضاف إليه الملح بكمية زائدة للحفظ والتعتيق، يُكوّر الجبن بعدها ليصبح كرات متماسكة، وتُدحرج هذه الكرات عادةً على الفلفل الأحمر أو الزعتر لتعزيز نكهتها ومظهرها.
تُوضع كرات الشنكليش بعد ذلك تحت أشعة الشمس المباشرة لتجف وتصبح كرات جامدة وصلبة، تُحفظ الكرات المجففة في أوانٍ مُغلقة بإحكام، حيث كانت تُستخدم قديماً الجرار المصنوعة من الفخار لهذا الغرض، تُترك الأواني في مكان دافئ، مما يسمح للفطريات بالنمو بفعل الحرارة والرطوبة المتبقية داخل هذه الكرات، وهي عملية أساسية في تعتيق الجبن.
يُمكن تناول الشنكليش في أي وقت، ولا يرتبط بتوقيت معين أو وجبة رئيسية، يُتناول عادةً كمُقبل إلى جانب الشاي، ويُقدم معه مجموعة متنوعة من الخضراوات الطازجة، تُقدم البندورة (الطماطم) والبصل والفلفل والخيار والنعناع إلى جانبه، بالإضافة إلى كمية وفيرة من زيت الزيتون الذي يُضاف مباشرة على الجبن عند التقديم.
يُصنف الشنكليش ضمن ما يُعرف في بلاد الشام بـ «المازة»، وهي كلمة فارسية تعني المشهيات أو المقبلات، تُؤكل أصناف المازة قبل أو مع الطعام بهدف تحفيز وزيادة الشهية، لذلك، لا يُعتبر الشنكليش من الأطباق الرئيسية الكاملة، بل هو طبق جانبي غني بالنكهات يُثري المائدة الشامية.
المصدر: ويكيبيديا
