تُعد المجدرة السورية طبقاً تقليدياً شهياً ومغذياً، وهي تتميز بمزيج متوازن من العدس البني الغني بالبروتين والبرغل الخشن أو الأرز، لتقدم وجبة متكاملة.
اكتسبت هذه الوجبة الشعبية مكانة أساسية في المطبخ الشامي، حيث لا تكاد تخلو منها مائدة في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، لارتباطها بالتراث الريفي البسيط، تُزين المجدرة عادة بكميات وفيرة من البصل المقلي المقرمش، والذي يضيف إليها نكهة مميزة وقواماً لذيذاً ومقبولاً.
تتطلب عملية تحضير هذا الطبق بعض الخطوات الدقيقة لضمان نجاحه، حيث يبدأ التحضير بتنظيف العدس جيداً وغسله بعناية لإزالة أي شوائب عالقة به، يُوضع العدس المغسول في قدر عميق مع حوالي ثمانية أكواب من الماء البارد، ثم يُترك على نار متوسطة حتى يغلي بهدوء، يجب أن يُترك العدس على النار حتى ينضج ثلاثة أرباع الاستواء فقط، استعداداً لإضافة المكون الرئيسي الآخر في المرحلة التالية.

يُغسل البرغل الخشن جيداً للتخلص من الغبار الناعم، ثم يُضاف مباشرة إلى العدس شبه المطهو في القدر، وهي خطوة حاسمة في الوصفة، يُضاف بعد ذلك الملح والكمون حسب الرغبة الشخصية، مع ضرورة تذوق الخليط للتأكد من المذاق، حيث يعتبر الكمون توابل أساسية للتخفيف من نفخة العدس، يُترك المزيج كله على نار هادئة جداً، ويغطى الوعاء حتى يمتص البرغل الماء كاملاً وينضج تماماً، مع ضرورة الانتباه لعدم التصاقه بقاع القدر.
يُشترط لنجاح المجدرة أن تبقى الحبوب منفصلة وغير معجنة، حيث تعتبر هذه هي النصيحة الذهبية للحصول على طبق ممتاز بملمس مثالي، يُحضر البصل المقلي المقرمش في مقلاة منفصلة، وذلك بتقطيع حبتين أو ثلاث حبات كبيرة من البصل إلى شرائح رقيقة أو مكعبات صغيرة، يُسخن نصف كوب من زيت الزيتون في المقلاة، ويُقلى البصل المقطع فيه حتى يتحول لونه إلى الذهبي ويكتسب قواماً مقرمشاً ولذيذاً.
يُسكب جزء من زيت قلي البصل الساخن على المجدرة المطبوخة قبل التقديم، حيث يمنحها هذا الزيت نكهة عميقة وغنية بالبصل المكرمل، تُسكب المجدرة في طبق التقديم الواسع، ثم تُزين بالبصل المقلي المقرمش على الوجه، ليكون التباين في القوام هو جزء من جاذبية الطبق، تُقدم المجدرة عادة مع اللبن الرائب البارد أو مع سلطة الخيار المنعشة، أو إلى جانب المخللات المتنوعة لكسر حدة نكهة العدس.
تُعد المجدرة وجبة اقتصادية بامتياز، حيث تعتمد على مكونات بسيطة ومتوفرة، وقد كانت في الأساس طعام الفقراء قبل أن تصبح محبوبة من الجميع، تُعتبر المجدرة مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي والألياف الغذائية والكربوهيدرات المعقدة، مما يجعلها وجبة صحية ومغذية تمنح شعوراً طويلاً بالشبع، تُظهر هذه الوجبة التقليدية كيف يمكن للمطبخ الشامي أن يبتكر أطباقاً شهية ومعقدة النكهة، باستخدام عدد قليل من المكونات المتواضعة والأساسية.
المصدر: ويكيبيديا