تأسست مدينة الزرقاء في موقع استراتيجي وسط الأردن، يحدها شمالًا المفرق وجنوبًا عمّان، وغربًا جرش والبلقاء، وشرقًا البادية الأردنية والدول المجاورة، ومرت بها شبكة مواصلات دولية وسكة حديد الحجاز منذ عام 1900م، وهو ما جعلها نقطة اتصال بين المدن والمناطق المختلفة.
سكنت قبيلة بني صخر وعشيرة الدعجة المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وتوسعت الحياة القروية مع وصول عائلات شركسية عام 1878م، قبل أن يستقر الشيشان القادمون من القوقاز عام 1902م هربًا من الحروب بين الدولة العثمانية وروسيا، وتبعتها موجات هجرة فلسطينية بعد حربي 1948 و1967، ما أضاف تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا للمدينة لم يسبق له مثيل في مناطق أردنية أخرى.
أطلقت المدينة اسمها نسبة إلى نهر الزرقاء، ثالث أكبر مجرى مائي في جنوب بلاد الشام بعد الأردن واليرموك، وذكر الشاعر عماد الدين الأصبهاني الزرقاء في أشعاره خلال وداعه لصلاح الدين الأيوبي، وهو ما يعكس الأهمية التاريخية للمكان منذ العصور الوسطى.

وقد لعبت الزرقاء دورًا بارزًا في العهد الأموي والمملوكي ضمن طرق قوافل الحج والقلاع الدفاعية، واستمرت أهميتها في العهد العثماني بإنشاء محطة للسكك الحديدية تحمل خطوطًا رئيسية وفرعية لتخزين البضائع وتحريك القطارات.
حافظت الزرقاء على معالمها التاريخية مثل قصر شبيب الروماني الذي أُنشئ للدفاع عن الحدود الشرقية، واستخدم لاحقًا خلال العهد العثماني، وقصر حمّام الصرح الأموي الذي يضم حمامًا ومسجدًا وقاعات استقبال تعود إلى القرن الثامن الميلادي، وقصر عمرة المدرج على لائحة التراث العالمي، الذي يزدان فسيفساؤه برسومات لحيوانات ومشاهد صيد وقبة مزخرفة بأبراج سماوية، وتظهر القاعة صورة أحد الخلفاء محاطًا بمرافقيه.
أنشأت الزرقاء أيضًا قصر الحلّابات للدفاع عن الطريق التجاري بين بصرى الشام والعقبة، وقصر أوسيكيم الأنباطي لمراقبة قوافل الجنوب، بالإضافة إلى القصر الأحمر الذي بناه الشيخ مبارك الصباح عام 1896م، وقلعة الأزرق المصنوعة من البازلت الأسود والتي شهدت تعديلات رومانية وأموية، وهي تحتوي على طوابق وأبراج ومسجد وبئر وممرات حجرية تُظهر هندستها الدفاعية المتقنة.
أنشأت محمية الشومري عام 1975م لتكون أول محمية طبيعية للأحياء البرية في الأردن، وتمتد على مساحة 22 كم²، وتخصصت لإعادة إطلاق المها العربية والريم والنعام، مع تسجيل 11 نوعًا من الثدييات و134 نوعًا من الطيور و130 نوعًا من النباتات البرية، ما يعكس اهتمام الزرقاء بالمحافظة على التنوع البيئي وتعزيز السياحة البيئية إلى جانب التاريخية والثقافية.
المصدر: ويكيبيديا