يُبرز فستان الجونتينو ملامح الهوية الصومالية بوضوح، إذ يعد من أبرز الأزياء النسائية التقليدية التي تجمع بين البساطة والرمزية الثقافية، ويرتبط اسمه بالمرأة الصومالية منذ قرون، حيث ارتبط ظهوره بالمناسبات الاجتماعية الكبرى مثل حفلات الزفاف والاحتفالات الشعبية، ويعكس في تصميمه روح البهجة والأنوثة في آن واحد، بينما يُنظر إليه بوصفه رمزاً للفخر والانتماء.
يُصنع الجونتينو من قماش خفيف وناعم يتناسب مع المناخ الحار في الصومال، ويُصمم بشكل يشبه الساري الهندي في طريقة لفه وانسداله، إذ يمتد طوله ليغطي الجسد بالكامل، وتُلف إحدى أطرافه حول الكتف لتمنح الفستان مظهراً أنيقاً ومتماسكاً، وغالباً ما يختار النساء ألواناً زاهية مثل الأحمر والأصفر والأزرق، لتعكس الحيوية في المناسبات السعيدة، وتتنوع النقوش بين الزخارف التقليدية والطبعات الحديثة التي تضيف عليه طابعاً معاصراً دون أن تفقده أصالته.
تُفضّل العرائس ارتداء الجونتينو في حفلات الزفاف التقليدية لما يحمله من رموز خاصة، إذ يُعتقد أنه يجلب البركة والحظ، ويُزين عادة بالإكسسوارات الذهبية والفضية، كما تُستخدم معه أغطية إضافية مثل “الجرباسار” لتغطية الرأس، وقطعة “الجوغارو” التي تُرتدى أسفل الفستان، لتكتمل صورة الزي الصومالي التقليدي الذي يجمع بين الحشمة والزينة، وتُظهر المرأة في هيئة متناسقة تنتمي إلى موروث ثقافي عريق.
انتقل الجونتينو من القرى والمناطق الريفية إلى المدن الكبرى، وأصبح جزءاً من المشهد الاجتماعي في المناسبات الرسمية، إذ تحرص النساء على اقتنائه ضمن جهاز العروس، بينما يراه الجيل الجديد وسيلة للحفاظ على التراث مع لمسة من التحديث في التصميم والألوان، وقد أسهمت موجات الهجرة الصومالية في انتشار هذا الزي إلى خارج البلاد، خاصة في مجتمعات الشتات بشرق إفريقيا والخليج وأوروبا، حيث تحرص النساء على ارتدائه في الأعراس والمهرجانات التي تُقام لتعزيز التواصل الثقافي بين الأجيال.
يحمل الجونتينو دلالات تتجاوز كونه قطعة ملابس، فهو شاهد على تطور الذوق النسائي الصومالي وقدرته على الدمج بين الأصالة والحداثة، ويعبر عن استمرارية الثقافة المحلية في مواجهة العولمة، إذ ما زالت النساء يفتخرن بارتدائه في المناسبات رغم تعدد الخيارات العصرية. ويعكس هذا التمسك بالزي التقليدي رغبة عميقة في صون الهوية، وتأكيد دور المرأة كحافظة للتراث ومصدر للجمال الذي يميز المجتمع الصومالي عن غيره من الثقافات الإفريقية.
المصدر: ويكيبيديا