الأثنين 1447/04/21هـ (13-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » “البرقع” أيقونة التراث السعودي في أغطية الوجه وملهم الشعراء والفن

“البرقع” أيقونة التراث السعودي في أغطية الوجه وملهم الشعراء والفن

يُعدّ البرقع أحد أنواع أغطية الوجه والرأس التقليدية التي اعتادت المرأة ارتداءها في المملكة العربية السعودية، وهو غطاءٌ أسود اللون للوجه، يُصنع عادةً من القطن ذي الطبقات المتعددة، ويتميز بوجود ثقبين صغيرين يظهران العينين فقطـ يعمل البرقع على ستر الذقن والفم ومقدمة العنق، ويكون مُعلقًا بقمة الرأس، مكملاً بذلك لباس المرأة وحشمتها.

اشتهر هذا الغطاء بعدة تسمياتٍ في الثقافة الشعبية، منها “البرقع” و”البرقوع”، ويُطلق عليه بضم الباء والقاف مع سكون الراء “البُرْقُع”، أو بضم فسكون ففتح “البُرْقَع”، وجمعه “براقع”، البرقع قطعةٌ من نسيج الكتان الأبيض الرقيق أو من القماش الأسود الغليظ، وقد يُصنع أحياناً من القماش الأخضر.

يُشدّ هذا الحجاب إلى زينة الرأس أعلى الجبين ومن كل جانب، ويغطي وجه المرأة بالكامل باستثناء عينيها، وقد يُزدان ببعض النقود الذهبية أو المعادن النفيسة في بعض الأحيان، هذه التفاصيل في صناعته وشكله تعكس جانباً من التراث الاجتماعي والجمالي للمنطقة على مر العصور.

تُشير الروايات التاريخية إلى أن الخُمُر السود لم تكن شائعةً في الحجاز في بداية الإسلام، بل كانت منتشرةً على الأغلب في العراق، ثم تغير هذا الأمر لاحقاً.

ويروي الأصفهاني أن تاجراً من الكوفة أحضر خُمُرًا إلى المدينة وباعها كلها، ولم يتبق منها سوى السود التي لم تجد إقبالاً من النساء.

البرقع الإماراتي.. هوية اجتماعية وزينة للمرأة

نظم الشاعر الدارمي قصيدةً لصديقه التاجر لترويجها، بدأها بـ “قل للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ *** ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبدِ”، مما أحدث ضجةً كبيرةً بين النساء.

وبعد تداول هذه القصيدة، سارعت نساء المدينة الظريفات إلى شراء الخمار الأسود، ومنذ ذلك الحين عمَّ استعمال الخُمُر السود في المدينة بشكلٍ واسعٍ.

تناول عددٌ من الشعراء العرب البرقع في أشعارهم قديماً وحديثاً، مما يؤكد حضوره القوي في الوجدان الثقافي والأدبي العربي، هذا الاهتمام الأدبي والفني بالبرقع يجعله أكثر من مجرد غطاءٍ للوجه، بل رمزاً جمالياً ملهماً للعديد من الأعمال الإبداعية.

تغلغل مصطلح “البراقع” في الفن الحديث، حيث راج بشكلٍ كبيرٍ خلال السبعينات الميلادية في إحدى أغنيات الفن السامري، وتحديداً قصيدة للأمير السعودي خالد الفيصل، هذه الأغنية الشهيرة، التي تحمل اسم “البراقع”، غنّاها الفنان محمد عبده، وسُجلت تلفزيونياً عام 1392هـ، لتثبت حضور البرقع كجزءٍ أصيلٍ من الهوية الثقافية والفنية للمملكة.

المصدر: سعوديبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار