الأثنين 1447/05/05هـ (27-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » الملابس » القشابية الجزائرية تصمد أمام موجة الموضة وتظل رمزًا للتاريخ والهوية

القشابية الجزائرية تصمد أمام موجة الموضة وتظل رمزًا للتاريخ والهوية

تحافظ القشابية على حضورها في الحياة اليومية للرجال الجزائريين، وتقاوم برد الهضاب العليا بفضل خاماتها من الوبر والصوف، وتظل موروثًا ثقافيًا متوارثًا عبر الأجيال، رغم تنوع الملابس الحديثة وغزو ماركات الأزياء العالمية.

يحافظ الشباب على ارتداء القشابية إلى جانب كبار السن، ويحرص الحرفيون على تطويرها بشكل معاصر، حيث تم تحويل بعض التصاميم إلى معاطف عصرية، مع بقاء الأسواق التقليدية والمحلات المتخصصة في المدن الكبرى مكانًا رئيسيًا لتداولها وشرائها.

تعتبر القشابية من الألبسة التقليدية الشهيرة في الجزائر، وتركز مناطق شرق البلاد مثل الأوراس، سطيف والجلفة على إنتاجها، وتبقى صنعة يدوية تتطلب مهارة عالية، ما يجعلها رمزًا للهوية الوطنية، وفقًا لما أكدت الدكتورة سميرة أمبوعزة، محافظ التراث الثقافي بالمركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري.

القشابية» التقليدية في طريقها إلى الزوال | جريدة الشروق التونسية

تعتمد القشابية على تصاميم مختلفة بحسب المناخ والمناطق، فهناك النوع المخصص للطقس الحار، إلى جانب النوع الشتوي من الوبر والصوف، وتبدع النساء الحرفيات في حياكتها، ما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها، ويستغرق إنتاجها وقتًا وجهدًا كبيرًا، خصوصًا إذا كانت مخيطة يدويًا.

ربط الجزائريون بين القشابية والرمزية التاريخية، فهي كانت زيًّا للثوار أثناء الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث وفرت لهم الدفء والحماية في المناطق الجبلية والوعرة، وما زالت تمنح مرتديها شعورًا بالفخر والهيبة والارتباط بالتراث، كما أوضح عمي سعد، أحد مرتديها في العاصمة.

تعكس القشابية الوحدة الاجتماعية، فهي لباس لا يقتصر على طبقة معينة، ويرتديها الأغنياء والفقراء والمسؤولون على حد سواء، وتظهر في المناسبات الرسمية، ما يجعلها رمزًا للعدالة والمساواة بين الناس، ويؤكد مكانتها الثقافية في المجتمع الجزائري.

يعاني حرفيو صناعة القشابية من صعوبات عديدة، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الأولية من الوبر والصوف وضعف التسويق، ما يقيد توزيعها في المدن الكبرى، وتسعى جمعية التجار والحرفيين لإطلاق شبكة توزيع مخصصة للمنتوجات التقليدية لتسهيل وصولها إلى المستهلكين وتعزيز مكانتها في الأسواق.

تتفاوت أسعار القشابية بحسب النوعية والمنطقة، حيث تبدأ من 20 ألف دينار جزائري وتصل إلى 100 ألف دينار للقطع الفاخرة، ما يعكس القيمة العالية للمهارة الحرفية وجودة المواد، ويضمن استمرار هذا اللباس التقليدي كجزء لا يتجزأ من الهوية الجزائرية والتراث الوطني.

المصدر: سكاي نيوز عربية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار