السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » السودان » مادي » الملابس » خلفَ ركامِ الموضةِ العالميةِ العابرةِ.. الجلابية السودانية تناضلُ بصمتٍ من أجلِ البقاءِ الأخيرِ

خلفَ ركامِ الموضةِ العالميةِ العابرةِ.. الجلابية السودانية تناضلُ بصمتٍ من أجلِ البقاءِ الأخيرِ

حافظت الجلابية السودانية على مكانتها لقرون طويلة، لكنها اليوم تواجه تحديًا حقيقيًا بسبب انتشار الملابس الغربية السريعة، وتراجع الاهتمام بها بين الشباب، وتناقص الوعي بقيمتها الثقافية، ما يجعلها مهددة بالاندثار.

أعاد متجر محلي تصميم الجلابيات بأسلوب عصري ومواد عالية الجودة، وجعلها جزءًا من الحياة اليومية للشباب، مع الحفاظ على ملامحها التقليدية، ليثير اهتمام جيل جديد يعيد اكتشاف هذا التراث الغني، ويمنحه قيمة حديثة تتوافق مع العصر.

تعتبر الجلابية أكثر من مجرد زي تقليدي، فهي تمثل هوية وثقافة متجذرة في التاريخ السوداني، وتربط الأجيال القديمة بماضيها، وتبرز الفخر والانتماء الوطني، لكنها اليوم تقل في الظهور اليومي بسبب انحسار الاهتمام وارتفاع تأثير الموضة الغربية.

جلابية «على الله» تنافس الزي السوداني

واجهت الجلابية تحديات كبيرة من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي ركزت على الترويج للأزياء الغربية، ما قلل من الوعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث، وجرّد الشباب من الشعور بارتباطهم به، وأدى إلى اقتصار ارتدائها على المناسبات الرسمية فقط، مثل الأعراس والاحتفالات.

تعددت أشكال الجلابية باختلاف المناطق والثقافات، فهناك جلابية على الله المصنوعة من أقمشة ملونة، والجلابية السواكنية ذات الياقة والأزرار، وجلابية الختمية للطرق الصوفية، والأنصارية ذات الجيوب الأمامية والخلفية، وكل منها يعكس اختلاف الطوائف والمجتمعات السودانية.

برزت العمائم بأشكالها المختلفة، مثل العمامة العادية وعمامة الأنصار، إضافة إلى الملفحة الطويلة التي يرتديها شيوخ العرب والعمد في القرى، لتكمل صورة التراث السوداني الغني والمتنوع، وتضيف بعدًا ثقافيًا للملابس التقليدية، رغم تراجع استخدامها اليومي.

يحرص الشباب على اقتناء جلابية الجرتق التي يرتديها العريس، بينما يفضل كبار السن الأنواع التقليدية مثل جلاليب المنديل والسكروتة، والسواكنية والأنصارية والختمية والكسلاوية، وهو ما يعكس استمرار الجلابية كرمز للهوية رغم التحديات المعاصرة.

تظل الجلابية السودانية رمزًا حيًا للتراث الثقافي، ويظهر من خلال محاولات الشباب والمصممين إدخالها في الحياة اليومية أن الهوية يمكن أن تُحافظ عليها إذا وُجهت الجهود نحو التوعية والابتكار في التصميم، لتبقى جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السودانية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار