سجّل الزي القباطي حضوره كزي تراثي مصري أصيل صنع من نسيج الكتان أو القطن الفاخر، ويعود نسبته إلى الأقباط المصريين الذين اشتهروا بحرفته الدقيقة، ويتميز بالقفطان الأنيق الذي جمع بين البساطة والفخامة، فقد استُخدم في الحياة اليومية والملابس الدينية والفنية، ما جعله علامة بارزة للهوية المصرية عبر العصور.
صنع الحرفيون القباطي بعناية فائقة، مع الحرص على التفاصيل الدقيقة في التصميمات والزخارف الهندسية والنباتية، وأضيفت رموز دينية مثل الصلبان الصغيرة والأسماك، لتعكس الانتماء الروحي، واعتمدت ألوان دافئة زاهية كالأحمر القاني والأزرق النيلي والأخضر الزمردي والأصفر الذهبي، ما منح الزي رونقاً خاصاً وسهّل تمييزه عن غيره من الملابس التقليدية.
امتد تاريخ القباطي منذ العصور الفرعونية، وواصل الظهور في العهد القبطي والعهد الإسلامي، حيث ازدهرت صناعته وتصديره إلى أوروبا، واستُخدم في الكنائس والفعاليات الدينية، وقد أثر في فنون النسيج الأوروبية مثل الجوبلان والأبيسون الفرنسية، لتصبح مصر مصدراً للإبداع في صناعة النسيج الفاخر، ما يعكس أهمية القباطي الثقافية والاقتصادية في آن واحد.
حافظ الزي القباطي على مكانته كرمز للهوية المصرية، وأصبح مرتبطاً بالمناسبات الرسمية والدينية، كما امتدت شهرته إلى خارج مصر بين الجاليات القبطية، وهو اليوم يمثل إرثاً حضارياً يجمع بين الجمال والوظيفة والرمزية الدينية، ويُبرز حرص المجتمع على الحفاظ على تراثه وإبرازه في المناسبات المهمة.
تميز القباطي أيضاً بقدرته على الجمع بين الراحة والفخامة، إذ يناسب أقمشته الطبيعية الأجواء الحارة، ويتيح للمرتدي حرية الحركة، بينما تعكس زخارفه الدقيقة والألوان الزاهية احترام التراث والاهتمام بالتفاصيل، ما جعله رمزاً للرفاهية والتميز، واستمر في كونه جزءاً من الثقافة المصرية التقليدية ومصدراً للإلهام في تصميم الأزياء الحديثة.
المصدر: البوابة نيوز