تعود أصول ارتداء البشت إلى عصور قديمة، حيث يعتقد المؤرخون أن أول من لبسه كانوا الجنود العرب في زمن النبي عيسى، وقد أظهرت الوثائق التاريخية مثل كتاب المؤرخ هيرودوت أن البشت كان رمزًا للسلطة والمكانة الاجتماعية، فيما احتفظت العديد من العائلات العربية بسجلات تعكس ارتباط هذا الزي بالتقاليد العائلية والمناسبات المهمة.
استخدم البشت في بداياته كزي رسمي للقادة والجنود للدلالة على الانتماء والسيطرة، ومع مرور الزمن توسع استعماله ليشمل المناسبات الاجتماعية والدينية، ففي العصور الإسلامية أصبح جزءًا من الأزياء اليومية، بينما في القرن العشرين تحول إلى رمز للهوية الوطنية، خاصة في دول الخليج، واليوم يُرتدى في حفلات الزفاف والمناسبات الرسمية والوطنية لتعزيز الروح الثقافية والاعتزاز بالتراث.
يمثل البشت في الثقافة الخليجية رمز الفخر والكرامة، وغالبًا ما يُرتدى في الأعراس والمناسبات الرسمية لإظهار الفخامة والأناقة، ويصنع من أقمشة فاخرة مثل الصوف والوبر مع تطريزات دقيقة، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في الهوية الثقافية للمنطقة، وقد شهدت حفلات الزفاف والمناسبات الرسمية منافسة واضحة بين الضيوف لإبراز أجمل التصميمات التقليدية التي تضفي رونقًا وجمالاً على المناسبات.
انتشر البشت عالميًا مع الانفتاح الثقافي والتبادل التجاري، وأصبح يراه العالم في الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية، خاصة بين مجتمعات المغتربين العرب، فيما يلهم المصممون حول العالم لإدخال لمسات عصرية مستوحاة من التراث العربي على الأزياء الحديثة، ما يعزز من مكانة البشت كرمز للهوية الثقافية والاعتزاز بالأصول العربية خارج حدود الوطن.
يرتبط البشت بالعديد من الاستخدامات العملية والثقافية، إذ يقدم الراحة في الأجواء الحارة بفضل أقمشته المتنوعة، ويُستخدم كرمز للانتماء الاجتماعي والمكانة، كما يبرز في الاحتفالات الرسمية كجزء من مراسم التقاليد العريقة، ما يجعله أكثر من مجرد قطعة ملابس، بل إرثًا ثقافيًا متجذرًا يعكس تاريخ العرب ومكانتهم عبر العصور.
المصدر: ويكيبيديا