الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الملابس » العقال.. رحلة “المرمز” السري من تقييد النوق في الصحراء إلى منصات الكرامة العالمية

العقال.. رحلة “المرمز” السري من تقييد النوق في الصحراء إلى منصات الكرامة العالمية

يمثل العقال جزءًا لا يتجزأ من اللباس التقليدي العربي، فهو ليس مجرد حبل يوضع على الرأس، بل هو رمز للأصالة والتراث ومكانة الرجل المرموقة في الثقافة الخليجية والعربية.

يُرتدى العقال فوق الشماغ أو الغترة لتثبيتهما، ويعكس هيبة الرجل وأناقة مظهره، حيث يرتبط تاريخه بعادات متجذرة تجعله جزءًا أصيلًا من الهوية العربية.

يُعد العقال، في معناه العميق لدى العرب، انعكاسًا للالتزام بالعادات والتقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة عبر الأجيال، كان في الماضي يعبر عن مكانة الرجل وهيبته واحترامه للتقاليد، متجاوزًا وظيفته كقطعة لباس بسيطة، وارتبط استخدامه بالاحتياجات العملية.

استُخدم العقال في المجتمع البدوي القديم كأداة عملية لتثبيت الغترة أثناء العمل أو السفر في الصحراء، لضمان استقرارها في ظل الظروف المناخية القاسية، كما كان يُستخدم لتقييد أرجل الإبل لمنع هروبها، ما جعله أداة مهمة في حياة البدو، ليتحول مع مرور الوقت إلى رمز اجتماعي.

تحول العقال في العصر الحديث إلى جزء لا يتجزأ من اللباس التقليدي في الخليج العربي، وصار رمزًا للكرامة والاحترام، يجمع الرجل العربي في هيئته بين الأصالة والأناقة، يعكس ارتداء العقال الفخر بالهوية العربية والتمسك بالتقاليد، ما يجعله رمزًا خالدًا يوحد المظهر الرسمي في المناسبات.

ما معنى العقال؟ – مركز جمال بن حويرب للدراسات

تتنوع أشكال وأنواع العقال لتعكس التنوع الثقافي العربي، ويُعد العقال الأسود الأكثر شيوعًا، فهو رمز للأناقة والوقار، ويتميز بسُمكه المعتدل وتصميمه البسيط، يُناسب هذا النوع المناسبات الرسمية وغير الرسمية على حد سواء، ليصبح الخيار المفضل في أغلب المجتمعات الخليجية.

يظهر العقال الأبيض، على النقيض، بخفة وزنه ويُرتدى غالبًا في فصل الصيف، ليناسب الأجواء الحارة ويمنح الرجل مظهرًا أكثر بساطة وراحة، يتضمن التنوع أيضًا العقال المزخرف الذي يحتوي على تفاصيل تبرز الذوق الشخصي ويرتدى في المناسبات الخاصة ليعكس الفخامة، بالإضافة إلى العقال الناعم الأقل سمكًا، الذي يستخدم في المناسبات الرسمية التي تتطلب تحفظًا وأناقة.

يرتبط سبب تفضيل العرب للعقال الأسود بالوقار والهيبة، فاللون الأسود يعكس الجدية والرزانة، وهي صفات تقليدية مرتبطة بالرجل العربي، بدأ استخدامه تاريخيًا لأسباب عملية كالتثبيت والحماية، لكنه أصبح مع الزمن رمزًا للتقاليد والأصالة، خاصة في منطقة الخليج العربي.

يتميز العقال الأسود بسهولة تنسيقه مع مختلف ألوان وأنماط الشماغ والغترة، ما يجعله الخيار الأمثل في المناسبات الرسمية والاجتماعية، يعبر ارتداء كبار الشخصيات والقادة له في الاجتماعات الرسمية عن احترامهم للعادات والتقاليد، ويبرز أهميته كرمز للهوية والانتماء.

يُعتبر لبس العقال في المناسبات الرسمية جزءًا أساسيًا من اللباس التقليدي، ويعكس احترام الرجل لقيم المجتمع، يظهر العقال كرمز للأناقة والانتماء للهوية، ففي حفلات الزفاف والاحتفالات الوطنية، هو قطعة أساسية تُكمل اللباس التقليدي الذي يعكس الفخر بـ التقاليد.

يُعبر لبس العقال في هذه السياقات عن الالتزام بالهوية العربية والخليجية، ويُعتبر جزءًا من الطابع الثقافي الذي يفرض على الرجل الظهور بمظهر لائق، يُستخدم عمليًا لتثبيت الشماغ أو الغترة، ما يساعد في الحفاظ على المظهر العام متناسقًا ومتقنًا، ويعكس شخصية الرجل واعتزازه بثقافته.

أصبح العقال رمزًا قويًا للهوية الخليجية لقدرته على الجمع بين الوظيفة العملية والشكل الجمالي، حيث كان في الماضي جزءًا أساسيًا من حياة البدو، ارتبط سبب لبسه في الخليج برغبة الأفراد في الحفاظ على تقاليدهم وتراثهم، رغم التطورات الثقافية والعالمية السريعة التي تشهدها المنطقة.

حافظت دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، على العقال كجزء من اللباس الرسمي، ليعكس قوة الانتماء للتراث العربي، يرتدي القادة والشخصيات العامة العقال في الاحتفالات الوطنية، ليؤكدوا على فخرهم بثقافتهم وتقاليدهم، ما يجعله وسيلة لتعزيز الهوية الخليجية أمام العالم.

يشكل العقال في سياقه الحالي جزءًا من الهوية الثقافية التي تجمع دول الخليج، ويعتبر رمزًا للوحدة والاعتزاز بالماضي، يتجاوز كونه مجرد زي، ليصبح تعبيرًا عن الروح الخليجية التي تفتخر بتاريخها وأصالتها العريقة.

المصدر: الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار