الأثنين 1447/04/07هـ (29-09-2025م)

مسقط.. وجهة سياحية طبيعية وثقافية فريدة

بقلم: فاطمة الصديقي

مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، وجهة سياحية خليجية فريدة تجمع بين التاريخ والثقافة والطبيعة الساحرة، وتتمتع بموقع استراتيجي على الساحل الشرقي لعُمان، حيث تلتقي الجبال الشاهقة مع البحر الفيروزي، مما يخلق مناظر طبيعية خلابة ترحب بالزائر صباحاً ومساءً، فمسقط مركز ثقافي حيوي، حيث يمكن للزائر استكشاف المعالم التاريخية مثل القلاع التي تعكس تراث المدينة التاريخية العريقة، كما يبرز المتحف الوطني العماني كوجهة مثيرة، حيث يعرض تاريخ عُمان الغني بتنوع ثقافتها، أما طبيعتها فهي كالحلم حيث تتعانق الأمواج مع الصخور لتروي قصصاً قديمة عن مغامرات البحارة والتجار.

وتتمتع العاصمة مسقط بأسواقها التقليدية، مثل سوق مطرح، حيث الحرف اليدوية والتوابل واللبان العماني، ويتيح هذا السوق الاستمتاع بأجواء نابضة بالحياة ولمسات للمطبخ العماني من المأكولات التقليدية إلى المطاعم العالمية.

مناخ مسقط معتدل في فصل الشتاء، فهي وجهة مثالية للزيارة على مدار العام، وبرغم حرارة الجو في فصل الصيف إلا أن الرحلات البحرية كفيلة بأن تجعل من مسقط مدينة للسياحة الشاطئية، فهي وجهة مثالية للمسافرين من جميع الأعمار كونها تجمع التاريخ والجمال الطبيعي والثقافي، لتتيح للزائر استكشاف تراث ثقافي غني يمتد عبر العصور.

تدعوك مسقط لاستكشافها، هناك، يمكنك أن تشعر بدفء الضيافة العمانية، وتتذوق الأطعمة الشهية منها الحلوى العمانية وأسراراً تنتظر من يكتشفها.

جامع السلطان قابوس

جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط، وهو أكبر المساجد في عمان وأهم معالمها. تم افتتاحه في عام 2001، ويتميز بتصميم إسلامي حديث يجمع ما بين العمارة التقليدية والمعاصرة بمساحة تصل إلى 416 ألف متر مربع.

ويحتوي الجامع على قبة رئيسية وهي واحدة من أكبر القباب في العالم، ويتميز الجامع بزخارف رائعة وفريدة من الكتابات القرآنية ولوحات من الفسيفساء الملونة، كما استخدم في بنائه الخشب والرخام والزجاج المعشق. ما يميز الجامع أنه يحتوي على ثاني أكبر ثريا في العالم، كما أن السجاد المصنوع يدوياً يعد ثاني أكبر سجادة من قطعة واحدة في العالم، فجامع السلطان قابوس يمثل رمزاً للوحدة والتسامح ويعكس الروح العمانية في كل أركانه، كما يحيط الجامع بحدائق غناء لنباتات وأشجار محلية وعالمية، ونوافير لتصميم خارجي فريد.

دار الأوبرا السلطانية

تم افتتاح دار الأوبرا السلطانية في العاصمة مسقط عام 2011 بمبادرة من السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، لتعزيز الثقافة والفنون في مسقط والإسهام في التبادل الثقافي بين عمان والعالم، وهي من أجمل دور الأوبرا كتحفة معمارية رائعة حيث يتناغم التراث العماني التقليدي والحديث والإسلامي والعربي في آن واحد حيث الأقواس الخارجية المزخرفة ومدرج رئيسي.

تحتوي دار الأوبرا السلطانية على مقتنيات خاصة من السلطان قابوس

بن سعيد طيب الله ثراه، يمكن مشاهدة هذه المقتنيات الجميلة والفريدة في قاعة المعروضات التي تحوي على قطع نادرة من التحف الفنية والقطع الأثرية الجميلة. وتستضيف دار الأوبرا مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك العروض الأوبرالية، والحفلات الموسيقية، والعروض المسرحية، والفعاليات الثقافية.

المتحف الوطني

المتحف الوطني يعد واجهة ثقافية بارزة تعكس التراث العماني الغني، افتتح في عام 2016 ليكون منصة ثقافية بارزة تسلط الضوء على تاريخ سلطنة عمان وإرثها الثقافي. يضم المتحف مجموعة متنوعة من المعروضات تشمل الآثار، والفنون التقليدية، والأزياء، والأسلحة، مما يتيح للزوار فهم تطور عمان عبر العصور. يتميز تصميم المتحف المعماري بجماله الحديث، حيث يعكس الهوية الثقافية العمانية مع استخدام مواد محلية، مما يجعل زيارة المتحف تجربة فريدة تغمر الزوار في عمق تاريخ السلطنة وثقافتها، ويحتوي المتحف الوطني العماني على 14 قاعة، ولكل قاعة مسمى خاص، مثل قاعة الأرض والإنسان، وقاعة السلاح، وقاعة الحقب الزمنية وغيرها.

سوق مطرح

يقع سوق مطرح بالقرب من الواجهة البحرية في مسقط، وهو من أقدم الأسواق التقليدية حيث كان مركزاً تجارياً حيوياً للتجار المحليين والدوليين. يتميز السوق بالمحلات الصغيرة المتلاصقة ذات التصميم عماني التقليدي. ويشتهر السوق ببيع الحرف اليدوية مثل الفخار والمجوهرات والسجاد والأقمشة والملابس التقليدية النسائية والرجالية بجانب بيع التوابل المحلية منها اللبان العماني، ويمكن التفاوض مع الباعة في سوق مطرح على أسعار البضائع. سوق مطرح من الوجهات الهامة التي تجذب الزوار من مختلف الدول، حيث الحياة النابضة بالمحبة والسلام.

بيت الغشام

من البيوت التقليدية الجميلة التي تأسر الزائر من فن العمارة العمانية التاريخية القديمة، هو حكاية الزمن الجميل النابض بالحكايات التي لم تسرد، والحياة القابعة بين جدرانها تروي قصصاً جميلة عن عوائل سكنته منذ سنوات طويلة. يقع بيت الغشام في منطقة القرم في مسقط، بُني في القرن التاسع عشر، وهو من أقدم المباني التقليدية في عُمان، ويضم العديد من الغرف والأفنية والشرفات، وقد استخدم في بنائه الخشب والحجر، وتظهر عليه الزخارف العمانية التقليدية. هو مكان مميز جداً ورمز للتراث الثقافي العماني، ووجهة سياحية لا بد من زيارتها لفهم تاريخ عمان وثقافة الشعب العماني.

قلعة مطرح

تعد قلعة مطرح، الشامخة على ساحل مسقط، رمزاً للفخر التاريخي والثقافي لسلطنة عمان. بنيت القلعة في القرن السابع عشر، حيث كانت رمزاً لحراسة الميناء. وتحمل القلعة بين جدرانها قصصاً من الشجاعة والمغامرة لتاريخ عريق عرفت به سلطنة عمان. تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد، الذي يجمع بين الحجارة والطين، مما يعكس عبقرية العمارة التقليدية العمانية آنذاك.

يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالات ساحرة على البحر الأزرق والجبال الخلابة، مما يخلق تجربة تفاعلية مع الطبيعة والتاريخ. لاتزال قلعة مطرح مكاناً يلهم الزوار لاستكشاف تراث عمان الغني بالأصالة ويعيد إليهم ذكريات جميلة لا تنسى.

حصن الحزم

يقع الحصن في ولاية بهلاء بسلطنة عمان، وهو من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس عظمة العمارة العمانية. ويتميز الحصن بجدرانه السميكة وأبراجه الشامخة، التي تحتضن في داخلها أروقة واسعة وغرف تُظهر براعة الحرفيين العمانيين القدماء وجمال فن العمارة التقليدية. عند دخول الزائر الحصن يكتشف ساحة مركزية تحيط بها غرف متعددة، تُستخدم لتخزين المؤن والأسلحة، وتفوح منها رائحة التاريخ، أما خارج الحصن، فتجد مناظر طبيعية خلابة تحيط به، حيث تتناغم مع بساتين النخيل، مما يخلق لوحة ساحرة تعكس جمال الطبيعة العمانية الفريدة. إن حصن الحزم ليس مجرد بناء تاريخي، بل هو رمز للتراث والثقافة العمانية، يروي قصص الشجاعة والتحدي عبر العصور.

المطبخ العماني

يجمع المطبخ العماني بين النكهات الغنية والتقاليد العريقة، ويعد الأرز عنصراً أساسياً في المطبخ العماني، ومن الأطباق المشهورة في عمان الشواء الذي يطبخ فيه اللحم ببطء شديد في فرن الطين تحت الأرض، وكذلك المكبوس والهريس والأكلات البحرية، أما بالنسبة إلى الحلويات فالحلوى العمانية لا يعلى عليها أبداً.

العملة

العملة المستخدمة في عمان هي الريال العماني، ما يعادل ديناراً بحرينياً أو 900 فلس تقريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار