الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » المعالم التاريخية » قصر اليهود.. حين يلتقي التاريخ بالروحانية في موقع مغطس السيد المسيح

قصر اليهود.. حين يلتقي التاريخ بالروحانية في موقع مغطس السيد المسيح

 

يُعتبر قصر اليهود موقعًا تاريخيًا وروحانيًا فريدًا من نوعه، يقع غرب نهر الأردن، ويُعتقد أنه المغطس الذي تعمّد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، فهو ليس مجرد مكان، بل هو نقطة التقاء للتاريخ، والإيمان، والروحانية، حيث يتوافد إليه الحجاج، والزوار، من جميع أنحاء العالم، ليتأملوا في عظمة المكان، وقدسيته، وليستشعروا اللحظة التاريخية، التي شهدت بداية رسالة المسيح.

يقع قصر اليهود مقابل موقع المغطس في الأردن، والذي يُعتبر مكان تعميد السيد المسيح حسب أغلب المذاهب المسيحية، وهذا يؤكد على أن المنطقة بأكملها، تُشكّل منطقة حجّ مقدسة، ومهمة للمسيحيين، فالموقعان معًا يُرويان قصة واحدة، ويُعزّزان مكانة نهر الأردن، كشريان حيوي للحياة، والإيمان، في المنطقة، وهذا يُبرز أهمية الحفاظ على هذه المواقع، وتطويرها، لتكون وجهة سياحية، وروحانية، عالمية.

تُظهر بقايا الأبنية القديمة، والآثار، في الموقع، أنه كان مركزًا دينيًا، وحضاريًا، مهمًا في العصور القديمة، فالموقع كان يضمّ كنائس، وأديرة، ومساكن للرهبان، وهذا يُؤكد على أن المكان كان مركزًا للحياة الرهبانية، والروحانية، ومقصدًا للحجاج، والزوار، الذين كانوا يأتون إليه، للصلاة، والتأمل، والبحث عن السلام الداخلي.

المغطس ومكانته الدينية والتاريخية | طقس العرب | طقس العرب

إنّ زيارة قصر اليهود تُقدّم فرصة فريدة للزائرين، لاستكشاف تاريخ المنطقة، والتأمل في جمال الطبيعة، فالمكان ليس مجرد حفريات، بل هو نافذة على الماضي، تُمكننا من فهم كيف عاش الأوائل، وكيف تركوا بصماتهم على وجه الأرض، وهذا يجعل الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومة، فالموقع هو رمز للأمل، والسلام، والتسامح.

بفضل أهميته التاريخية، والروحانية، تمّ إدراج قصر اليهود في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، تحت الاسم الرسمي “موقع المعمودية – (المغطس)”، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة فلسطين كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.

الحفاظ على هذا الموقع يُعدّ مهمّة وطنية، وإنسانية، فصيانته، وتطويره، يُمكن أن يُسهم في تعزيز الحوار بين الأديان، ونشر ثقافة التسامح، والتعايش، فالموقع هو رمز مشترك للأديان السماوية، ويُمكن أن يكون جسرًا للتواصل، والتفاهم، بين مختلف الشعوب، والثقافات.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار