الثلاثاء 1447/04/22هـ (14-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » الدرعية.. عاصمة الدولة السعودية الأولى وحي الطريف الأثري في قلب تاريخ المملكة

الدرعية.. عاصمة الدولة السعودية الأولى وحي الطريف الأثري في قلب تاريخ المملكة

تُعدّ الدرعية مدينة تاريخية عريقة تقع شمال غرب الرياض في المملكة العربية السعودية، فهي ليست مجرد مدينة، بل هي رمز وطني، وشاهد على تاريخ حافل، فقد كانت عاصمةً للدولة السعودية الأولى بين عامي 1744 و1818، وهذا يمنحها مكانة خاصة في قلوب السعوديين، ويُبرز دورها المحوري في توحيد البلاد، وبناء الدولة الحديثة، فكل زاوية في المدينة تروي قصة عن الكفاح، والصمود، والإرادة.

يُعدّ حي الطريف، قلب الدرعية النابض، حيث يضمّ القصور، والمباني الأثرية التي كانت تُستخدم كمقرات للحكم، والإدارة، وتُظهر هذه المباني براعة المعماريين القدماء في استخدام الطوب اللبن، والطين، وبناء منشآت قوية، ومتينة، قادرة على الصمود أمام عوامل الزمن، والظروف البيئية، فكل حجر في هذه الآثار يروي قصة عن الجهد، والإبداع، الذي بذله الإنسان القديم في بناء حضارته.

تُظهر بقايا الأبنية السكنية، والأسواق، والمنشآت العامة، تفاصيل الحياة اليومية في الدرعية في تلك الفترة، فالمساجد، والمدارس، والأسواق، تُشكّل جميعها جزءًا من النسيج العمراني للمدينة، وتُعبّر عن رقيّ الحياة فيها، وتطورها الحضاري، فقد كانت الدرعية مركزًا ثقافيًا، وعلميًا، يجذب إليه العلماء، والمفكرين، والفنانين، من جميع أنحاء المنطقة.

محافظة الدرعية - سعوديبيديا

بفضل أهميتها التاريخية، والأثرية، تمّ تسجيل حي الطريف في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2010، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة المملكة كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.

إنّ مشروع ترميم، وتطوير، الدرعية، يُعدّ خطوة هامة نحو إعادة إحياء هذا الإرث الثمين، وتحويله إلى وجهة سياحية، وثقافية، عالمية، فالمشروع لا يهدف فقط إلى الحفاظ على الآثار، بل يهدف أيضًا إلى إحياء روح المدينة، وجعلها مركزًا حيويًا، يُسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، ونشر الوعي الثقافي، لدى الأجيال القادمة.

زيارة الدرعية اليوم تُقدّم فرصة فريدة للزائرين، لاستكشاف تاريخ المملكة، والتأمل في جمال العمارة النجدية، واستشعار عظمة الحضارة التي كانت قائمة في هذا المكان، فالموقع ليس مجرد حفريات، بل هو نافذة على الماضي، تُمكننا من فهم كيف عاش أجدادنا، وكيف تركوا بصماتهم على وجه الأرض، وهذا يجعل الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار