الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » المعالم التاريخية » عرضة الخيل والإبل في عُمان.. مهرجان تراثي يجسّد الشجاعة والمهارة ويحتفي بالهوية الوطنية

عرضة الخيل والإبل في عُمان.. مهرجان تراثي يجسّد الشجاعة والمهارة ويحتفي بالهوية الوطنية

تُعدّ عرضة الخيل والإبل مهرجانًا تراثيًا فريدًا من نوعه، يُمارس في العديد من مناطق سلطنة عُمان، حيث يتجمع الناس في مضمار السباق لمشاهدة عروض راكبي الخيول، والجمال، التي تُظهر براعة العمانيين في التعامل مع الحيوانات، وترويضها، وتُعبّر عن العلاقة الوثيقة بين الإنسان، والحيوان، في المجتمع العماني، فهي ليست مجرد استعراض، بل هي جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع، وهويته.

تبدأ العرضة بتقديم ممارسات تقليدية، تُظهر مهارة الفرسان، وراكبي الهجن، فمنها استلقاء الخيول، والإبل، وركوبها وقوفًا، والإمساك بيد متسابق آخر على فرس يعدو بسرعة كبيرة، وهذه الأفعال تُظهر الشجاعة، والمهارة، والتدريب المكثّف الذي يتلقاه المتسابقون، كما تُضيف للعرض طابعًا مثيرًا، وملهمًا.

تُتبع هذه الاستعراضات بعروض للخيول، والإبل، المغطاة بأقمشة مزركشة، ومزينة بزخارف فضية جميلة، وهذه الأقمشة، والزخارف، تُعدّ جزءًا من التراث العماني، وتُظهر اهتمام أهل عمان بالتفاصيل، والفنون التقليدية، كما تُضاف لمسة جمالية للعرض، وتجعل منه لوحة فنية متحركة، تُشبع العين، وتُدهش العقول.

وكالة الأنباء العمانية (العمانية)

يرتبط تقليد العرضة بالعديد من المناسبات الاجتماعية في المجتمع العماني، مثل الاحتفالات الدينية، والأعياد الوطنية، وهذا يُؤكد على أهمية هذا المهرجان، ودوره في تعزيز الروابط الاجتماعية، ونشر الفرح، والبهجة بين الناس، فالعرضة تُقام في المناطق الريفية، والحضرية، وتُشارك فيها مختلف الفئات العمرية، من الرجال، والنساء.

تُشكّل العرضة أيضًا فرصة للفرق التقليدية، والحرفيين، لعرض مواهبهم، وبيع منتجاتهم، مما يُسهم في دعم الاقتصاد المحلي، والحفاظ على الحرف التقليدية، كما تلعب المنظمات الأهلية دورًا رئيسيًا في نقل هذه المهارات، وتُقوم مجموعات الخيول في الجامعة بتعليم الطلاب مهارات الفروسية، وكيفية أداء العرضة، وهذا يضمن استمرارية هذا التراث، وورثة للأجيال القادمة.

بفضل أهمية هذا التقليد، تمّ إدراج عرضة الخيل والإبل في عام 2018 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عُمان، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الثقافية، والاجتماعية، لهذه العادة، وضرورة الحفاظ عليها، وصيانتها، لتبقى رمزًا حيًا للتراث العماني، وجسرًا للتواصل بين الأجيال.

المصدر: صحيفة وهج الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار