الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مرئي » المعالم التاريخية » المجلس.. منتدى اجتماعي وحضاري يجسّد روح التراث الخليجي

المجلس.. منتدى اجتماعي وحضاري يجسّد روح التراث الخليجي

يُمثّل المجلس جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي في دول الخليج، فهو ليس مجرد غرفة، بل هو منتدى حيّ للتواصل، ومساحة مفتوحة للجميع، حيث يجتمع أفراد المجتمع لمناقشة القضايا المحلية، وتبادل الأخبار، واستقبال الضيوف، وتعزيز الروابط الاجتماعية، في تقليد عريق تتوارثه الأجيال، ويحافظ على روح المجتمع.

يُستخدم المجلس في العديد من المناسبات الاجتماعية، فهو المكان الذي تُحلّ فيه المشكلات، وتُفضّ فيه النزاعات، كما يُستقبل فيه المعزون، وتُعقد فيه مراسم حفلات الزفاف، وهذا يُبرز دوره كقلب نابض للمجتمع، ومركزًا للتضامن، والتكافل، حيث يلتقي فيه شيوخ القبائل بمختلف فئات المجتمع لمناقشة شؤون الحياة اليومية، وتبادل الآراء.

يتكون المجلس عادةً من مساحة واسعة، تُغطّى بالسجاد، وتُوضع الوسائد على طول الجدران، مما يوفر جوًا مريحًا، ودافئًا، ويتميز بوجود موقد أو مكان لإعداد القهوة، والمشروبات الساخنة الأخرى، التي تُقدّم للضيوف، وهذا يُعزّز من أجواء الكرم، والضيافة، التي تُعدّ من أبرز صفات المجتمع الخليجي.

Salem Stock Photos | Old majlis

يلعب المجلس دورًا محوريًا في نقل التراث الشفهي، فهو المكان الذي تُروى فيه القصص الشعبية، وتُلقى فيه الأشعار، وتُغنّى فيه الأغاني التقليدية، وتُنتقل المعرفة فيه بشكل غير رسمي، حيث يرافق الأطفال كبار السن، ويشاهدون كيف يتفاعلون مع الآخرين، ويتعلمون منهم آداب الحوار، وأخلاقيات المجتمع، واحترام رأي الآخرين، مما يضمن استمرارية هذه التقاليد، وتوريثها للأجيال القادمة.

يوجد مجالس خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، كما توجد مجالس ذات طبيعة أكاديمية، أو أدبية، تُقام فيها ندوات، وحلقات نقاش، وهذا يُظهر التنوع، والعمق الثقافي للمجلس، وقدرته على التكيف مع مختلف الأغراض، والاحتياجات، كما يُبرز أهميته كمركز للتنوير، والتبادل الفكري.

بفضل أهميته الثقافية والاجتماعية، تمّ إدراج المجلس في عام 2015 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، في عُمان، وقطر، والسعودية، والإمارات، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على قيمته الحضارية، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى رمزًا حيًا لروح التراث الخليجي، وجسراً للتواصل بين الأجيال.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار