الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » غير مرئي » المعالم التاريخية » عيد النوروز.. احتفال خالد بالربيع يجمع شعوباً عريقة في قائمة التراث الإنساني

عيد النوروز.. احتفال خالد بالربيع يجمع شعوباً عريقة في قائمة التراث الإنساني

 

احتفل شعوب واسعة بمناسبة عيد نوروز منذ آلاف السنين، حيث يوافق أول يوم من فصل الربيع ويُعلن عن تجدد الطبيعة وبدء دورة الحياة الجديدة، وتنتشر فعاليات احتفالية تستمر نحو أسبوعين وتشمل طقوساً متوارثة وحفلات ووجبات خاصة تعد خصيصاً لهذه المناسبة، ويرتدي المحتفلون ملابس جديدة ويزورون الأسر والأصدقاء ويتبادلون الهدايا، وقد حافظ هذا التقليد على استمراريته منذ أكثر من 3000 عام في مناطق تشمل وسط آسيا والبلقان وحوض البحر الأسود والقوقاز والشرق الأوسط.

سجلت الاحتفالات بعيد النوروز حضوراً واسعاً في المجتمعات المتنوعة، إذ تتضمن الطقوس تحضير أطباق تقليدية وإقامة أسواق واحتفالات موسيقية ورقصات شعبية، ويحرص الناس على تنظيف منازلهم وتجهيزها لاستقبال الموسم الجديد، بينما يعكس تبادل الهدايا رسالة المحبة والتواصل بين الأجيال المختلفة، ويؤكد هذا التقليد على أهمية العائلة والجيرة والمجتمع، ويشكل نقطة التقاء ثقافية بين شعوب متعددة تجمعها رموز مشتركة للطبيعة والخصوبة والتجدد.

بالصور: الاحتفال بعيد نوروز - BBC News عربي

اعتمدت منظمة اليونسكو عيد نوروز كجزء من التراث الثقافي غير المادي عام 2016، وشمل هذا الاعتماد دولاً عدة منها أفغانستان وأذربيجان والهند وإيران والعراق وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وتركيا، ويعكس هذا الاعتراف العالمي قيمة الاحتفال باعتباره أحد أقدم المهرجانات البشرية، ويعزز الاهتمام بالحفاظ على الطقوس والممارسات الثقافية المرتبطة به، ويتيح فرصة لدراسة التنوع الثقافي وروابط الشعوب عبر التاريخ.

يشارك المجتمع المحلي في تنظيم عروض فنية ومهرجانات موسيقية تقليدية، بينما يحرص السياح على حضور هذه الفعاليات لمتابعة العادات الشعبية وتذوق الأطعمة الموسمية، وتشهد المدن والقرى زخم نشاطات متزامنة تشمل عروضاً للألعاب التراثية ومسابقات فنية، كما يشارك الأطفال في أنشطة تعليمية وترفيهية تتعلق بتاريخ العيد وأصوله، ويخلق هذا التنوع بيئة احتفالية تعكس أصالة الموروث الثقافي وتعزز التواصل بين الأجيال.

يمثل عيد نوروز رمزاً للتجدد والبدايات الجديدة، ويجذب اهتمام الباحثين في التاريخ والأنثروبولوجيا لدراسة تأثيره الاجتماعي والثقافي، كما يشكل منصة للتبادل الثقافي بين الدول، ويؤكد على وحدة الطبيعة والبشر عبر الطقوس المشتركة، ويتيح فرصة للتأمل في القيم المجتمعية المرتبطة بالعائلة والصداقة والمجتمع، ويستمر العيد في ترسيخ هويته الثقافية رغم التغيرات الزمنية والسياسية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار