الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد قاني باي الرماح صرح ديني مملوكي يروي حكاية العمارة الإسلامية في قلب القاهرة التاريخية

مسجد قاني باي الرماح صرح ديني مملوكي يروي حكاية العمارة الإسلامية في قلب القاهرة التاريخية

 

يبرز مسجد قاني باي الرماح كأحد الشواهد المعمارية المميزة في قلب العاصمة المصرية القاهرة، فقد شُيد هذا المسجد التاريخي بين عامي 1503 و1504 م على يد الأمير قاني باي السيفي المعروف بلقب الرماح الذي كان من أبرز أمراء السلطان المملوكي قانصوه الغوري، ويجسد المسجد قيمة تاريخية ومعمارية فريدة تعكس مهارة العمارة المملوكية التي ازدهرت في تلك الحقبة من الزمن.

يمثل المسجد نموذجاً واضحاً لفنون البناء والزخرفة في أواخر العصر المملوكي، حيث يضم واجهات حجرية متينة تتزين بزخارف هندسية دقيقة، كما يحتوي على محراب بارز ومنبر مزخرف بالنقوش الخشبية المتقنة التي تجسد روعة الحرفيين في ذلك الوقت، وتضفي المئذنة ذات الطابع المملوكي مظهراً جمالياً خاصاً يميز المسجد عن غيره من المباني المحيطة به في منطقة القاهرة التاريخية.

أسهم المسجد منذ تأسيسه في تلبية الاحتياجات الدينية والاجتماعية لسكان المنطقة، فقد كان مقصداً لأداء الصلوات اليومية والجمعة والأعياد، كما كان مكاناً لتجمع العلماء وطلاب العلم الذين استفادوا من حلقات الدروس التي كانت تُقام فيه، وهو ما عزز دوره في الحياة الثقافية والعلمية إلى جانب وظيفته الدينية، وأكسبه مكانة راسخة في نفوس سكان القاهرة على مر العصور.

حكاية مسجد قاني باي الرماح بالقلعة..صورة المسجد علي العملة الورقية فئة ال ٢٠٠ جنية | التقارير | بوابة الدولة

تم إدراج المسجد في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979 كجزء من القاهرة الإسلامية التي تضم عشرات المساجد والمباني الأثرية التي تعكس ازدهار الحضارة الإسلامية، ويؤكد هذا الاعتراف العالمي على الأهمية الاستثنائية للمسجد باعتباره جزءاً من التراث الإنساني المشترك، كما يضمن له حماية أكبر من خلال مشروعات الترميم والصيانة التي تستهدف الحفاظ على أصالته المعمارية ورونقه الفني.

شهد المسجد عبر تاريخه العديد من عمليات الصيانة التي ساعدت في الحفاظ على جدرانه وزخارفه الأصلية، فقد عملت الجهات المختصة على إعادة ترميم بعض أجزائه المتضررة بفعل الزمن والظروف البيئية، مما أعاد له مظهره القديم وحافظ على مكانته كواحد من أبرز المساجد المملوكية التي لا تزال قائمة حتى اليوم، ويتيح للزائرين فرصة مشاهدة تفاصيل دقيقة من فنون العمارة الإسلامية.

يحظى مسجد قاني باي الرماح باهتمام واسع من الباحثين والزوار على حد سواء، حيث يراه المؤرخون نموذجاً يوضح ملامح الانتقال المعماري والفني في أواخر العصر المملوكي، بينما يعتبره الزوار محطة أساسية ضمن جولاتهم في القاهرة الإسلامية التي تضم مجموعة من أروع المباني الأثرية في العالم، وهو ما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية والتاريخية في مصر.

يعكس هذا المسجد بما يحمله من قيمة تاريخية وفنية جانباً مهماً من الهوية الإسلامية للقاهرة، ويساهم إدراجه ضمن التراث العالمي في إبراز مكانة العاصمة المصرية كأحد المراكز التاريخية الكبرى للحضارة الإسلامية، كما يجسد التزام مصر بالحفاظ على تراثها الأثري الذي يمثل ذاكرة إنسانية مشتركة تتجاوز حدود الجغرافيا والزمن.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار