الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » المعالم التاريخية » محمية رأس الحد في عُمان تجمع الحياة البحرية النادرة

محمية رأس الحد في عُمان تجمع الحياة البحرية النادرة

 

تحتضن محمية السلاحف في رأس الحد، الواقعة بمحافظة جنوب الشرقية شرق عمان، امتدادًا ساحليًا يتنوع بين الشواطئ الصخرية والشواطئ الرملية شديدة الانحدار، وتشمل المحمية خور الحجر وخور جراما وتمتد من شمال خور جراما حتى جنوب قرية رأس الرويس.

ويشكل هذا التنوع الطبيعي بيئة مثالية للعديد من الكائنات البحرية والبرية، ويعكس الأهمية البيئية لهذه المنطقة التي تجمع بين التضاريس الساحلية والأخوار والغابات الساحلية الصغيرة، مما يجعلها موقعًا حيويًا للبحث العلمي والحفاظ على البيئة البحرية.

وتستقبل المحمية آلاف السلاحف الخضراء خلال مواسم التعشيش والتكاثر، وتوفر الشواطئ الرملية الناعمة مواقع مثالية لوضع البيض، بينما تعد الأخوار والمرتفعات الصخرية موطناً هاماً للطيور البحرية التي تعتمد على المحمية كموقع للتغذية والتكاثر.

محمية السلاحف برأس الحد أهم ثالث محمية في العالم - الشبيبة | آخر أخبار سلطنة عمان المحلية وأخبار العالم

ويشكل تواجد شجيرات القرم أو المنغروف المتناثرة على طول الساحل مع الشعاب المرجانية محيطًا غنيًا بالتنوع البيولوجي، ويعكس أهمية المحافظة على هذه البيئات لضمان استمرار الأنواع البحرية والبرية في المنطقة.

ويشير المختصون إلى أن محمية رأس الحد تعد نموذجًا للحفاظ على التنوع البيولوجي في عمان، حيث توفر للباحثين فرصة لدراسة أنماط الحياة البحرية والسلوكيات التكاثرية للسلاحف، كما توفر بيئة مناسبة للطيور والأسماك التي تتكاثر في الشعاب المرجانية والأخوار.

ويبرز هذا التنوع البيئي الدور الحيوي للمحمية في تعزيز التوازن البيئي ودعم الاستدامة البحرية، ويشكل حماية هذه المناطق أولوية وطنية وعالمية لضمان استمرار هذه الأنظمة الطبيعية.

ويضيف خبراء البيئة أن إدراج محمية السلاحف في رأس الحد في القائمة الإرشادية لليونسكو عام 2013 ساهم في زيادة الوعي المحلي والدولي بأهمية المحمية، ويشجع على تنفيذ برامج توعية بيئية ومشاريع بحثية تهدف إلى حماية السلاحف والطيور والأسماك، كما يعزز الجهود الرامية للحفاظ على الشعاب المرجانية ومناطق المنغروف التي تشكل نظامًا بيئيًا متكاملًا، ويتيح هذا الإدراج فرصًا للتعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات البيئية الدولية لضمان حماية المنطقة.

وتظهر محمية رأس الحد كوجهة بيئية نموذجية تجمع بين الشواطئ الصخرية والرملية والأخوار والشعاب المرجانية، وتوفر للزوار والباحثين تجربة فريدة لمراقبة السلاحف والطيور البحرية، كما تعكس أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في الساحل العماني.

ويجسد هذا الموقع التوازن بين الاستفادة البيئية والسياحة المستدامة، ويؤكد على دور المجتمع المحلي في دعم برامج الحفظ البيئي والترويج لأهمية المحمية في تعزيز السياحة البيئية والتعليمية.

المصدر: الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار