الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » غير مرئي » المعالم التاريخية » منطقة شجرة أجكال تجمع بين الطبيعة والفن التاريخي الفريد في المغرب

منطقة شجرة أجكال تجمع بين الطبيعة والفن التاريخي الفريد في المغرب

 

تحتفي منطقة شجرة أجكال، المعروفة باسم الشجرة التنينة أو أيدع تنيني، بتنوع طبيعي فريد من نوعه، وتقع على سفوح جبال إمزى وأداد مدني ضمن سلسلة جبال الأطلس الصغير في المغرب، وتضم مجموعة من الأشجار النادرة والفريدة من نوعها التي تعكس التنوع البيئي للمنطقة، كما تشتهر بجمال المناظر الطبيعية المحيطة التي تجمع بين التضاريس الوعرة والغابات الكثيفة، مما يجعلها مقصدًا للباحثين عن الطبيعة والباحثين عن دراسة النباتات النادرة.

وتحتضن منطقة شجرة أجكال لوحات صخرية تاريخية رسمت بأصباغ طبيعية مستخرجة من جذع شجرة التنين، وتقدم هذه الرسوم معلومات عن الحياة القديمة للسكان المحليين وطبيعة تفاعلهم مع البيئة المحيطة، كما تعكس هذه النقوش قدرة الإنسان على الاستفادة من الموارد الطبيعية في التعبير الفني، ويستمر الحفاظ على هذه اللوحات الصخرية باعتبارها أحد أهم المكونات الثقافية والطبيعية للمنطقة، ويشكل الجمع بين الطبيعة والفن فرصة لدراسة التراث الثقافي والبيئي في آن واحد.

أجڭال" .. شجرة نادرة تنمو فوق قمم الجبال وتواجه واقع الإهمال

ويشير المختصون إلى أن منطقة شجرة أجكال تمثل نموذجًا نادرًا للتوازن بين البيئة الطبيعية والإنسان، حيث تتيح للأجيال الحالية والغد التعرف على طرق الاستفادة المستدامة من الأشجار النادرة، وتوضح العلاقة بين الإنسان والنباتات في المناطق الجبلية، كما تؤكد على أهمية حماية هذه المناطق من التعديات البشرية والتغيرات المناخية، ويعد هذا الحفظ ضروريًا للحفاظ على التنوع البيئي والأنماط الثقافية التي تتوارثها المجتمعات المحلية.

ويعتبر إدراج منطقة شجرة أجكال في القائمة الإرشادية لليونسكو عام 1998 خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالقيمة البيئية والثقافية للمنطقة، ويشجع على تبني برامج تعليمية وتوعوية لتسليط الضوء على أهمية الأشجار النادرة واللوحات الصخرية، كما يفتح المجال أمام الباحثين لدراسة التنوع البيولوجي والتاريخ الفني للمنطقة، ويعزز هذا الإدراج الجهود الوطنية والدولية لحماية الموارد الطبيعية والثقافية في المغرب، بما يضمن استدامتها للأجيال القادمة.

وتبرز منطقة شجرة أجكال كوجهة تجمع بين التراث الطبيعي والتراث الثقافي، فهي توفر للزوار فرصة فريدة لاستكشاف الأشجار النادرة والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، كما تتيح لهم التعرف على أساليب السكان القدماء في استخدام المواد الطبيعية للتعبير الفني، ويشكل ذلك نموذجًا للتكامل بين الإنسان والطبيعة، ويجسد أهمية الحفاظ على المناطق البيئية والثقافية المشتركة للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز السياحة البيئية المستدامة في المغرب.

المصدر: هيسبريس

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار