الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » المعالم التاريخية » محمية ضانا الطبيعية تحافظ على التنوع البيئي الأكبر داخل الأردن

محمية ضانا الطبيعية تحافظ على التنوع البيئي الأكبر داخل الأردن

 

تحظى محمية ضانا الطبيعية بمكانة خاصة في الأردن باعتبارها أكبر محمية للمحيط الحيوي في البلاد، إذ تقع في منطقة الطفيلة على امتداد الوادي المتصدع الكبير، وتتميز بتضاريسها المتنوعة التي تمتد من عمق 100 متر تحت مستوى سطح البحر وصولاً إلى ارتفاع 1500 متر فوقه، مما يمنحها بيئة غنية وموطناً فريداً للحياة البرية.

وتشكل هذه المحمية مساحة واسعة من الأراضي الوعرة التي تعكس ثراء الطبيعة الأردنية، كما أنها تعد من أبرز الوجهات البيئية التي تستقطب الباحثين والمهتمين بالتنوع الحيوي.

وتضم محمية ضانا تنوعاً بيئياً استثنائياً جعلها تحتل موقعاً ريادياً في التصنيف البيئي العالمي، حيث تحتوي على ما يقارب نصف الأنواع النباتية المسجلة في الأردن، وهو ما يعكس غنى غطائها النباتي وتنوعه، إضافة إلى كونها ملاذاً نادراً للعديد من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، مثل عصفور النعار السوري الذي يعد من الطيور النادرة على مستوى العالم، وصقر العويسق المعروف بسرعته وقدرته على التكيف في البيئات القاحلة، وكذلك ثعلب بلاندفورد والوعل النوبي اللذين يجسدان التنوع الحيواني الفريد في المنطقة.

محمية ضانا.. بيئة خلابة تجمع الحياة البرية من 3 قارات مختلفة مع التضاريس المدهشة | طقس العرب | طقس العرب

وتمثل المحمية نموذجاً متكاملاً للتوازن البيئي حيث تتداخل فيها الحياة النباتية مع الحيوانية لتشكل بيئة مستدامة، كما تلعب دوراً مهماً في حماية الموارد الطبيعية من التدهور، وتساهم في دعم المجتمعات المحلية من خلال فرص العمل المرتبطة بالسياحة البيئية، إضافة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الزوار والمقيمين.

وقد أصبحت ضانا وجهة سياحية بيئية بارزة لما تقدمه من مسارات جبلية ومواقع مشاهدة فريدة، ما جعلها محط أنظار عشاق الطبيعة والمغامرة.

ونالت محمية ضانا اعترافاً دولياً عام 2007 حين أدرجت في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو في الأردن، كما صُنفت ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي في العام ذاته، وهو ما منحها مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، وأكد أهميتها في حماية التنوع البيولوجي وإسهامها في الجهود الدولية الرامية للحفاظ على البيئة، وقد ساعد هذا الاعتراف على زيادة الاهتمام الدولي بالمحمية وجعلها جزءاً من مبادرات عالمية لحماية الأنظمة البيئية.

وتعكس محمية ضانا بمكوناتها الطبيعية والبيئية التزام الأردن بالحفاظ على إرثه البيئي والموارد الطبيعية التي يزخر بها، حيث تمثل قصة نجاح في مجال حماية الطبيعة على المستوى الإقليمي والعالمي، وتبقى شاهداً على التنوع الكبير الذي يحتضنه الأردن في مساحاته الجغرافية المختلفة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار