الأحد 1447/03/29هـ (21-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » فلسطين » غير مرئي » الملابس » النقش على المعادن تراث فلسطيني يعكس الهوية الثقافية والإبداع الفني العربي

النقش على المعادن تراث فلسطيني يعكس الهوية الثقافية والإبداع الفني العربي

يُعد النقش على المعادن فنًا تقليديًا يمتد لقرون، ويشمل حفر الرموز والنصوص على الذهب والفضة والنحاس، ويجمع هذا الفن بين الجمال والوظيفة العملية، كما يعكس إبداع الحرفيين ومهارتهم في تحويل المعادن إلى قطع فنية ذات طابع فريد ومميز.

يستخدم الحرفيون تقنيات دقيقة لخلق تصاميم غائرة وبارزة، وتبرز النصوص الدينية والأنماط الهندسية في أعمالهم، كما تضفي هذه التصاميم لمسة فنية مميزة على القطع، وتعمل على إبراز هويتها الثقافية والاجتماعية ضمن المجتمعات العربية المختلفة.

تكتسب الأعمال المنقوشة أهمية اجتماعية وثقافية كبيرة، إذ تُقدم كهدايا في المناسبات التقليدية، وتُستخدم أيضًا في الطقوس الدينية والعلاجات التقليدية، ويؤمن البعض بخصائص علاجية للمعادن المنقوشة، ما يعزز مكانتها الرمزية ويجعلها عنصرًا مهمًا في الهوية المجتمعية.

الحفر على النحاس وزخرفة الأوانى.. فنون تتوارثها الأجيال فى كشمير بالهند - اليوم السابع

تُنقل مهارة النقش عبر الأجيال داخل العائلات، كما تدعم ورش العمل والمؤسسات التعليمية استمرارية هذا الفن، ويتبادل الحرفيون الخبرات والتقنيات لتطوير مهاراتهم، ويعمل ذلك على الحفاظ على التراث وضمان نقله للأجيال الجديدة بأسلوب متقن ومستدام.

يُروج للنقش عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنشورات المتخصصة، وتساعد المعارض الدولية على تسليط الضوء على جمال القطع اليدوية، وتزيد هذه الجهود من الوعي بأهمية هذا الفن، كما تعزز قدرته على المنافسة الثقافية والاقتصادية في الأسواق المحلية والعالمية.

في عام 2023، أدرجت اليونسكو النقش على المعادن ضمن التراث الثقافي غير المادي، وشمل الإدراج دولًا عربية مثل فلسطين والمغرب ومصر، ما يعكس القيمة العالمية لهذا الفن، ويتيح له حماية إضافية وفرصة للترويج على المستويين الإقليمي والدولي.

يواجه النقش على المعادن تحديات مرتبطة بالحداثة والإنتاج الصناعي، إذ تهدد المنتجات الآلية التقليد اليدوي، لكن الجهود المحلية تعمل على حماية التراث من الاندثار، وتنظم ورش تدريبية لتعليم الشباب المهارات الأساسية، لضمان إدماجها ضمن الاقتصاد الثقافي والحفاظ على استمراريتها.

يُسهم النقش في تعزيز السياحة الثقافية، إذ تجذب القطع المنقوشة الزوار من مختلف الثقافات، وتقدم تجربة تعليمية وفنية تعكس الصمود والإبداع العربي، كما تمثل كل قطعة حكاية عن شعب وتاريخه، وتعزز من فهم الأجيال الجديدة لهويتها.

يظل النقش على المعادن رمزًا للهوية الثقافية والإبداع الفني العربي، وتسعى المجتمعات المحلية لتعزيز مكانته ودعم الحرفيين اقتصاديًا، ليبقى هذا الفن شاهدًا حيًا على الإرث العريق وقادرًا على نقل تراث الأجيال بطريقة ملموسة وجمالية في آن واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار