تأسست مليكة على يد الأمازيغ الإباضيين في القرن الثاني عشر الميلادي، وتقع بين غرداية وبني يزقن في ولاية غرداية، الجزائر، وتشتهر بتاريخها العريق وتراثها الثقافي، وقد أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1982، كجزء من وادي مزاب، وتمثل المدينة نموذجاً للمعمار التقليدي في المنطقة، حيث تتوزع البيوت بشكل متناسق حول المساجد والساحات العامة، وتعكس أسلوب حياة المجتمع الإباضي.
تحافظ المدينة على تراثها العمراني من خلال الطابع المميز للمنازل المبنية بالحجر والطين، كما يتميز الوادي المحيط بها بنظام الري التقليدي الذي يعكس خبرة السكان في إدارة الموارد المائية، وتشكل الأسواق القديمة جزءاً من الحياة اليومية، حيث يلتقي السكان لتبادل المنتجات المحلية والسلع التقليدية، كما تستضيف المدينة مناسبات ثقافية ودينية تعزز من التواصل الاجتماعي بين السكان.
تجذب مليكة الزوار المهتمين بالتراث والمعمار التقليدي، وتقدم للباحثين فرصة لدراسة طرق البناء القديمة ونظام التخطيط الحضري الذي حافظ على الهوية الثقافية للمدينة، كما أن موقعها بين غرداية وبني يزقن يجعلها مركزاً للأنشطة الاقتصادية والزراعية، ويتميز سكانها بالحفاظ على التقاليد والاحتفالات المحلية، ما يعزز من قيمة المدينة كعنصر من عناصر التراث العالمي.
يعكس إدراج المدينة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي الاهتمام بالحفاظ على ثقافة وادي مزاب، ويشكل دافعاً للجهات المحلية والدولية للمشاركة في مشاريع صيانة المباني التاريخية، كما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية والتعليمية، ويحفز على تطوير برامج تدريبية تهدف إلى نقل مهارات البناء التقليدي للأجيال الجديدة، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي والدراسات الميدانية في المجالات التاريخية والأنثروبولوجية.
تستمر مليكة في جذب المهتمين بالتراث والإرث الثقافي، حيث يقدم الموقع مزيجاً من التاريخ والحياة اليومية التقليدية، وتبرز المدينة كجزء أساسي من وادي مزاب الذي يمثل نموذجاً للتعايش بين المجتمع والبيئة، ويعكس القدرة على الحفاظ على الهوية الثقافية رغم مرور قرون، وتظل المدينة شاهدة على براعة سكانها في التكيف مع الطبيعة واستغلال الموارد المحلية بكفاءة، ما يجعلها مثالاً حيّاً للتراث العالمي المستدام.
المصدر: ويكيبيديا