السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » مدينة بني يزقن.. مركز حضاري وتراثي داخل منطقة وادي مزاب

مدينة بني يزقن.. مركز حضاري وتراثي داخل منطقة وادي مزاب

 

تأسست مدينة بني يزقن على يد الأمازيغ الإباضيين في القرن الرابع عشر الميلادي، وتميزت بأسوارها وأبراجها الدفاعية، وبمسجدها القديم، ويعرف القسم القديم من المدينة باسم قصر بني يزقن.

وقد حافظت المدينة على طابعها المعماري التقليدي الذي يعكس أساليب البناء المحلية والتخطيط العمراني المميز لوادي مزاب، ويمثل هذا الطابع الثقافي أحد العناصر التي دفعت اليونسكو لإدراج المدينة ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1982.

تنتشر في المدينة مبانٍ حجرية مرتفعة ذات تصاميم متناسقة، وتحيط بها أسوار قوية تضم أبراجاً للمراقبة، وتستعمل هذه الأبراج لمراقبة الطرق المؤدية إلى المدينة، كما تحتوي المدينة على مساجد صغيرة وأماكن عامة تعكس الحياة الاجتماعية والتقاليد اليومية لسكانها، ويظهر التنظيم العمراني للمدينة ارتباطاً وثيقاً بالبيئة المحيطة، حيث صممت المنازل لتتكيف مع المناخ الصحراوي الحار والجاف.

بني يزقن.. مدينة جزائرية لا تعرف "نكهة" السيجارة منذ عقود

يحافظ السكان المحليون على الموروث الثقافي للمدينة من خلال الممارسات الدينية والاجتماعية، ويتسم المجتمع بالتعاون بين العائلات واهتمامهم بالحفاظ على المباني التراثية، كما تسهم الأسواق التقليدية في تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، وتظهر هذه الأسواق نوعية الحرف اليدوية المحلية والمنتجات الزراعية، ويجذب ذلك الزوار الباحثين عن تجربة ثقافية أصيلة وعادات المجتمع التي تعكس تاريخ المدينة العريق.

تشكل المدينة جزءاً من وادي مزاب الذي يمتد على طول الصحراء الجزائرية ويضم عدة مدن مشابهة، ويعد الوادي مثالاً على التكيف الحضري مع البيئة الصحراوية، ويجمع بين العناصر المعمارية والدينية والثقافية، ويعتبر وادي مزاب موقعاً متكاملاً يظهر مهارة السكان في بناء مستوطنات متكاملة تحميهم من الظروف المناخية القاسية، ويساهم التراث العمراني للمدينة في إبراز الهوية الثقافية للأمازيغ الإباضيين.

يستقطب موقع بني يزقن العديد من الباحثين والسياح الذين يهتمون بالمعمار التقليدي والتاريخ الإسلامي في شمال إفريقيا، ويقدم المكان فرصة لدراسة تقنيات البناء القديمة واستخدام المواد المحلية، كما تعكس المدينة القدرة على المحافظة على تراثها على مر القرون، ويعتبر إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي إشارة إلى أهميتها التاريخية والثقافية، ويؤكد ذلك قيمة المدينة كمركز حضاري وتراثي داخل منطقة وادي مزاب.

المصدر: العربية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار