أسس بنو ميزاب بلدة بنورة في العام 1048، ويبرز الموقع التاريخي للبلدة ضمن ولاية غرداية الجزائرية، ويعكس التخطيط العمراني التقليدي تناغم الحياة الاجتماعية والدينية، كما تجمع المنازل الحجرية والممرات الضيقة بين الاستدامة البيئية والهوية الثقافية للمجتمع المحلي، لتبقى البلدة نموذجًا حيًا للمعمار الإباضي التقليدي.
تقع بنورة ضمن وادي مزاب الذي يمثل منظومة عمرانية متكاملة، ويظهر التكامل بين البيئة الصحراوية والهندسة المعمارية في تصميم المنازل والمساجد، ويتيح هذا التناغم فهمًا عميقًا لطريقة تنظيم المدن التقليدية، كما يوضح التفاعل المستمر بين السكان والموارد الطبيعية للحفاظ على أسلوب حياة مستدام ومتناسق مع البيئة.
أدرجت بنورة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982، ويعكس هذا الاعتراف الدولي أهمية البلدة التاريخية والمعمارية، كما يساهم في تعزيز جهود صون التراث الثقافي، ويتيح للباحثين والمهتمين بالعمارة التقليدية فرصة دراسة الأساليب العمرانية للمجتمعات الإباضية، مع الحفاظ على الهوية التاريخية للمدينة وتقاليدها الاجتماعية.
حافظ السكان المحليون على التقاليد الدينية والاجتماعية منذ تأسيس البلدة، ويظهر ذلك في المساجد والمرافق العامة التي تشكل مركز الحياة المجتمعية، كما يعكس التخطيط العمراني التماسك الاجتماعي، ويتيح للزوار تجربة مباشرة للعمارة التقليدية ونمط الحياة المستدامة، مع ضمان الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.
تميزت بنورة بموقع استراتيجي ضمن وادي مزاب، ويجمع بين الحماية الطبيعية والنشاط الاقتصادي المحلي، ويعد هذا الموقع أحد العوامل التي ساهمت في إدراج البلدة ضمن التراث العالمي، ويبرز التكامل بين البيئة الصحراوية والحياة الحضرية التقليدية، ويعكس التفاعل المستمر بين الإنسان والطبيعة في تشكيل الهوية الثقافية.
ساهم إدراج بنورة ضمن قائمة اليونسكو في رفع الوعي بأهمية حماية التراث العمراني التقليدي، ويتيح الاعتراف الدولي فرصًا لتطوير السياحة الثقافية والتعليمية، كما يشجع على الحفاظ على المباني التاريخية والممرات القديمة، ويضمن نقل المعرفة الثقافية والمعمارية للأجيال الجديدة، ويعزز مكانة البلدة كوجهة تاريخية متميزة.
تستمر بنورة في لعب دور محوري ضمن شبكة المدن التاريخية لوادي مزاب، ويجعلها ذلك نموذجًا حيًا للتناغم بين التراث العمراني والديني والاجتماعي، كما يعكس الحفاظ على المباني التقليدية قدرة المجتمع المحلي على التكيف مع التطورات الحديثة، ويضمن استمرار الهوية الثقافية للمنطقة ضمن السياق الوطني والدولي.
المصدر: اليونسكو