السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » غرداية تحتفظ بتراثها العمراني والديني وتعزز مكانتها ضمن مواقع التراث العالمي

غرداية تحتفظ بتراثها العمراني والديني وتعزز مكانتها ضمن مواقع التراث العالمي

 

أسست غرداية في القرن الحادي عشر الميلادي على يد المزابيين، وهم مسلمون أمازيغ يتبعون الإباضية، وتبرز المدينة بطابعها المحصن الذي يجمع بين الأسوار والأبراج الدفاعية، والمساجد التقليدية، ومخازن الحبوب، لتشكل نموذجًا معماريًا فريدًا يعكس الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.

تقع المدينة في قلب الجزائر، وتعد عاصمة الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، ويشكل موقعها الجغرافي أحد الأسباب الرئيسية لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إذ يمثل وادي مزاب الذي تحتضنه المدينة نموذجًا متكاملاً للتنظيم العمراني التقليدي، ويجمع بين الطبيعة الصحراوية والهندسة المعمارية المستدامة.

تغرد غرداية بتراثها الثقافي الغني الذي يظهر في أسلوب حياة المزابيين، حيث يلتزم السكان بالتقاليد الدينية والاجتماعية، ويعكس التنسيق العمراني للمدينة التنظيم الدقيق للمجتمعات المحلية، كما يشمل التعليم والاقتصاد المحلي الذي يقوم على الزراعة والصناعات التقليدية، لتبقى المدينة مثالًا حيًا على الاستمرارية التاريخية.

غرداية الجزائرية.. على جمر الطائفية | سكاي نيوز عربية

حافظت غرداية على هويتها المعمارية رغم التحديات الحديثة، حيث تمثل الأسوار والأبراج والمباني الحجرية رمزًا للصمود والمقاومة، كما تشكل المساجد مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا، ويتيح ذلك للمدينة الجمع بين التراث الديني والمعماري، ويجعلها مقصدًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ والثقافة الإسلامية الأمازيغية.

برزت المدينة كمثال على التراث الحي الذي يجمع بين عناصر الطبيعة والمجتمع، ويظهر هذا في وادي مزاب الذي يمثل نموذجًا للتعايش بين البيئة الصحراوية والحياة المستدامة، كما يوفر السياق الثقافي والاجتماعي للمدينة فهمًا عميقًا لطريقة تنظيم المدن التقليدية في شمال إفريقيا، ويعكس العلاقات بين السكان والموارد الطبيعية.

ساهم إدراج غرداية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982 في تعزيز الوعي الدولي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي، ويتيح هذا الاعتراف للمدينة فرصًا للتنمية المستدامة والسياحة الثقافية، ويحفز البحث الأكاديمي حول تقنيات البناء التقليدية، كما يعزز استمرارية الطابع التاريخي للمدينة في مواجهة التوسع الحضري الحديث.

تحافظ غرداية على مكانتها كواحدة من المدن التاريخية النادرة التي تجمع بين العمارة الدفاعية والحياة الدينية والاجتماعية، ويجعلها ذلك مثالًا على الاندماج بين التراث الثقافي والهوية المجتمعية، كما يستمر وادي مزاب في لعب دور محوري في صون التراث وضمان استمراريته للأجيال القادمة، ما يعكس الرؤية المستدامة للمجتمع المحلي.

المصدر: اليونسكو

 

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار