الأحد 1447/03/15هـ (07-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » جدة التاريخية.. مدينة تراثية تروي ذاكرة الحجاز وتستقطب أنظار العالم

جدة التاريخية.. مدينة تراثية تروي ذاكرة الحجاز وتستقطب أنظار العالم

تزخر جدة التاريخية، المعروفة باسم “جدة البلد”، بتاريخ يمتد لقرون طويلة، حيث تعود جذورها إلى القرن السابع الميلادي، وقد لعبت دوراً محورياً كميناء رئيسي لاستقبال الحجاج المتجهين إلى مكة، وهو ما منحها مكانة خاصة بين مدن المملكة، كما جعلها شاهدة على مراحل متعاقبة من تاريخ الحجاز.

جدة التاريخية تشارك في معرض برلين الدولي للسياحة لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم - بوابة السائح العربي

تتميز المنطقة بطراز معماري فريد يعكس روح العمارة الحجازية، حيث تزين الرواشين الخشبية واجهات المنازل بأشكال دقيقة وزخارف مميزة، ويُعد بيت نصيف من أبرز المعالم التي تجسد هذا الطراز، إذ شكّل مركزاً اجتماعياً وثقافياً مهماً عبر التاريخ، كما يتيح لزائريه التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في جدة قديماً.

أدرجت اليونسكو جدة التاريخية عام 2014 على قائمة التراث العالمي تحت مسمى “جدة التاريخية، البوابة إلى مكة”، في إشارة إلى دورها الحيوي كمدخل للحجاج والتجار والمسافرين، وقد جاء هذا الاعتراف الدولي ليؤكد قيمتها الحضارية والتراثية، ويدعم جهود المملكة في الحفاظ عليها كجزء من هويتها الثقافية.

لا تقتصر جدة التاريخية على المباني السكنية، بل تحتضن معالم دينية بارزة مثل مسجد الشافعي الذي يُعد من أقدم مساجد المنطقة، ويتميز بمئذنته العتيقة وتصميمه البسيط الذي يعكس أصالة العمارة الإسلامية، ويستقبل المسجد زواراً وباحثين من مختلف دول العالم للتعرف على تاريخه ودوره الديني.

كما تشتهر المنطقة بأسواقها التقليدية التي تضج بالحياة مثل سوق العلوي، حيث تتنوع البضائع المحلية بين العطور والبهارات والملابس والأقمشة، وتمنح هذه الأسواق الزائر تجربة فريدة تعكس ملامح الحياة القديمة، وتعيد إحياء روح التجارة التي ارتبطت بجدة عبر التاريخ.

جدة التاريخية تحتفي بـ 10 سنوات على تسجيلها بقائمة اليونسكو للتراث

تستضيف جدة التاريخية فعاليات ثقافية ومعارض فنية بشكل دوري، حيث تساهم هذه الأنشطة في إبراز الهوية الحجازية ونقلها إلى الأجيال الجديدة، كما تجذب السياح الذين يبحثون عن تجربة أصيلة تربط الماضي بالحاضر، وهو ما يعزز مكانة المنطقة كمركز ثقافي وسياحي على حد سواء.

تتواصل جهود الترميم والصيانة للحفاظ على أصالة المباني الأثرية، إذ تعمل الجهات المعنية على تنفيذ مشاريع متكاملة تهدف إلى إطالة عمر هذه المعالم وضمان بقائها شاهدة على التاريخ، كما تُستخدم تقنيات حديثة في الترميم لضمان توافقها مع القيم المعمارية الأصلية.

بهذا تبقى جدة التاريخية أكثر من مجرد حي قديم، فهي ذاكرة حية تعكس مسيرة مدينة لعبت أدواراً دينية وتجارية وثقافية بارزة، وتفتح أبوابها لزوارها كي يعيشوا تجربة مختلفة تجمع بين التاريخ والهوية والروح الحجازية الأصيلة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار