الأحد 1447/03/15هـ (07-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » البحرين » مرئي » المعالم التاريخية » قلعة البحرين.. رحلة عبر التاريخ إلى قلب حضارة دلمون القديمة

قلعة البحرين.. رحلة عبر التاريخ إلى قلب حضارة دلمون القديمة

تعد قلعة البحرين، المعروفة أيضاً باسم قلعة البرتغال، من أبرز المواقع الأثرية التي تحتضنها المملكة، حيث تقف شامخة على تل اصطناعي تكون عبر قرون طويلة من الاستيطان البشري، لتعكس تاريخاً يمتد لأكثر من أربعة آلاف عام، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2005 تقديراً لقيمتها الحضارية وأهميتها كعاصمة لحضارة دلمون القديمة ومرفأ رئيسي للتجارة بين الشرق والغرب.

المكان يكشف عن طبقات أثرية متراكمة تحكي قصص السكان الذين عاشوا منذ نحو 2300 قبل الميلاد، حيث أظهرت الحفريات وجود موانئ تجارية قديمة شكلت مركزاً للتبادل والازدهار الاقتصادي في المنطقة، ما جعل القلعة نقطة اتصال محورية بين حضارات متعددة على مر العصور، وهو ما يعزز من مكانتها كموقع استثنائي يعكس تطور الأنشطة البشرية في الخليج العربي.

أهمية القلعة تتجاوز قيمتها العمرانية لتصل إلى رمزيتها كعاصمة حضارة دلمون، إذ تشير الآثار المكتشفة إلى حياة مدنية وتجارية مزدهرة، وتبرز قدرتها على التفاعل مع البيئات المحيطة وتوظيف الموارد الطبيعية، الأمر الذي منحها دوراً رئيسياً في صياغة هوية البحرين التاريخية، وجعلها شاهداً فريداً على استمرارية النشاط الحضاري في المنطقة.

الموقع يضم متحفاً حديثاً يحتوي على خمس قاعات عرض تقدم تجربة بصرية غنية للزوار، حيث تعرض مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي اكتُشفت خلال أعمال التنقيب، وتوثق مختلف مراحل تطور القلعة وحضارتها، كما يوفر المتحف شروحات مفصلة ومعلومات مدعومة بأدوات عرض حديثة تساعد على فهم عمق التاريخ الممتد لهذا المكان.

قلعة البحرين'.. لوحه فنيه تحكي تاريخ الإنسان في خمسة عصور

إطلالة القلعة تمنح الزائر تجربة خاصة تجمع بين الأثر والتاريخ والطبيعة، حيث يطل الموقع على البحر من جهة، فيما تحيط به بساتين النخيل من جهة أخرى، ما يضفي أجواءً ساحرة تشجع على التأمل والهدوء، كما أن المقهى الملحق بالمتحف يتيح فرصة للاستراحة وسط مشهد يجمع الماضي بالحاضر، ويجعل الرحلة مزيجاً بين الثقافة والاستجمام.

زيارة قلعة البحرين تمثل رحلة استكشافية عبر الزمن، فهي ليست مجرد مبنى أثري صامت، بل ذاكرة حية تعكس إرثاً إنسانياً غنياً بالقصص عن التجار والمستوطنين الذين شكلوا تاريخ الجزيرة، وهي وجهة يقصدها عشاق الثقافة والمهتمون بالتراث لفهم كيف تفاعلت الحضارات مع المكان وتركوا بصماتهم عليه.

القلعة اليوم أصبحت رمزاً يجسد التواصل الحضاري عبر العصور، وزيارتها تمنح تجربة متكاملة من المعرفة والإلهام والمتعة، ما يجعلها محطة بارزة في مسار السياحة الثقافية في البحرين، ومعلماً فريداً يربط الماضي بالحاضر في قلب حضارة دلمون القديمة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار