اكتشف علماء الآثار موقع سلوت في ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية، سلطنة عمان، وحددوا أهميته كمستوطنة بدأت في العصر البرونزي ثم تطورت في العصر الحديدي.
ويشكل الموقع جزءًا من المشهد الثقافي في بسياء وسلوت، وقد أدرج ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو لتعزيز قيمته التاريخية والثقافية.
ويتيح الموقع رؤية واضحة لتطور الاستيطان البشري على مر آلاف السنين، ويقدم دليلاً على التنظيم الاجتماعي المبكر والقدرة التخطيطية للمجتمع المحلي.
يقع موقع سلوت على هضبة صخرية غرب مدينة بسياء بين وادي بهلاء ووادي سيفم، ويتميز بتضاريسه الطبيعية التي ساعدت في حماية المستوطنة القديمة، وتشمل الآثار المدافن الدائرية من العصر البرونزي وبعض الأواني البرونزية التي تكشف عن مستوى متقدم من التنظيم الاجتماعي.
بينما يظهر العصر الحديدي من خلال إعادة الاستيطان المكثف ووجود قرية وآثار معمارية تعكس القدرة على التخطيط العمراني، واستمر الاستيطان في الموقع حتى العصر الإسلامي حتى القرن الرابع الهجري، ما يوضح استمرارية الحياة البشرية في المنطقة.
تحتوي المستوطنة على مركز للزوار افتتحته وزارة التراث والسياحة العمانية في فبراير 2023، ويضم المركز ثلاث قاعات رئيسية تعرض مقتنيات أثرية متنوعة تشمل أدوات وأواني حجرية وفخارية ومصنوعات برونزية.
كما تُظهر المعروضات الارتباطات التجارية للموقع مع مناطق بعيدة، ويتيح المركز للزوار التعرف على مراحل تطور الحياة في سلوت وكيفية تكيف المجتمعات القديمة مع البيئة المحيطة، ويعمل المركز على توفير تجربة تعليمية وثقافية متكاملة عن تراث المنطقة.
تسعى وزارة التراث والسياحة العمانية إلى الحفاظ على الموقع من خلال خطط صيانة متكاملة، ويشمل ذلك أعمال الترميم وإدارة دارة الموقع بهدف حماية الآثار وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، كما تهدف هذه الجهود إلى تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة واستقطاب الزوار المحليين والأجانب للاطلاع على التاريخ العماني.
ويعد إدراج المشهد الثقافي في بسياء وسلوت ضمن القائمة الإرشادية لمواقع التراث العالمي خطوة هامة لتأهيله لإدراجه لاحقًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما يعكس قيمته الإنسانية والتاريخية.
يمثل موقع سلوت نموذجًا حيًا لتطور الاستيطان البشري في عمان، ويعكس التفاعل بين الإنسان والبيئة عبر العصور المختلفة، كما يُبرز أهمية الموقع في دراسة التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة، ويتيح للباحثين والزوار فهم مراحل التطور الحضاري وأسلوب الحياة في العصور القديمة، ويؤكد الموقع مكانة عمان ضمن مواقع التراث العالمي.
المصدر: ويكيبيديا