كشفت التنقيبات في باروغالي عن بقايا متحجرة تعود للعصر الحجري غرب قوبعد، وقد شكل الموقع مركزًا مهمًا لدراسة حياة الإنسان القديم، ويكشف عن بيئة قديمة غنية بالحياة البرية، مع أدوات حجرية آشولية تعود إلى 1.76 مليون سنة، ما يبرز براعة الإنسان القديم في التكيف مع البيئة الصحراوية.
اكتشف علماء الآثار بقايا فيلة متحجرة، وأدوات حجرية، تكشف عن أنشطة الصيد والذبح في العصر الحجري، بينما يعد باروغالي من مواقع الذبح النادرة التي تعكس نمط حياة الإنسان القديم، وقد ساهمت التنقيبات الدقيقة في توثيق اللقى وفهم الصناعات الحجرية في الفترة الآشولية المبكرة، ما يعزز أهمية الموقع كمصدر للبحث العلمي.
أدرجت اليونسكو باروغالي ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة كجزء من معالم بحيرة آبي، وتسعى السلطات الجيبوتية لإدراجه رسميًا في قائمة التراث العالمي لتعزيز قيمته الثقافية والتاريخية، ويجذب الموقع الباحثين المهتمين بالعصر الحجري وتطور الحضارات في القرن الأفريقي، بينما تواجه الآثار تحديات بسبب التعرية الصحراوية وتأثيرات المناخ القاسي على الهياكل المتحجرة.
تشير الدراسات إلى أن الموقع كان مركزًا لأنشطة الصيد والذبح، وقد ساهم قربه من بحيرة آبي في توفير بيئة مناسبة للحياة البرية واستقرار الإنسان القديم، وتوضح الأدوات الحجرية مهارات الصناعات اليدوية، والقدرة على استخدام الموارد المحلية، بينما تساهم البقايا المتحجرة في فهم تنوع الحياة البرية التي ازدهرت في المنطقة قبل ملايين السنين.
تسعى السلطات إلى تطوير الموقع سياحيًا لاستقطاب الزوار من داخل وخارج جيبوتي، مع التركيز على الحفاظ على هويته الثقافية والأثرية، ويدعو الخبراء إلى دعم دولي لضمان استدامة جهود الترميم والتوثيق، بما يحافظ على الموقع كوجهة تراثية عالمية ويضمن نقل إرث باروغالي للأجيال القادمة، ويؤكد على دوره كشاهد حي على التطور البشري في شرق إفريقيا.
تساهم باروغالي في إبراز الهوية الثقافية لمنطقة بحيرة آبي في عصور ما قبل التاريخ، وتوضح براعة الإنسان القديم في التكيف مع البيئة الصحراوية، بينما تمنح الباحثين والزوار فرصة لفهم أنشطة الإنسان وحياة الحيوانات التي عاشت في المنطقة، ويظل الموقع رمزًا للتراث الأثري يحمل قصص الإنسان والبيئة القديمة ويبرز أهميته العلمية والسياحية في الوقت نفسه.
المصدر: ويكيبيديا
