الثلاثاء 1447/03/17هـ (09-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » جيبوتي » مرئي » الآثار » أساكومه.. كنز أثري عند بحيرة آبي في جيبوتي

أساكومه.. كنز أثري عند بحيرة آبي في جيبوتي

كشفت التنقيبات في أساكومه عن آثار تعود للألفية الثانية قبل الميلاد، بالقرب من بحيرة آبي، وقد شكل الموقع مركزًا مهمًا لفهم استيطان البشر في المنطقة، ويعكس التكيف مع البيئة المحيطة، كما توفر الآثار لمحة عن الحياة الاجتماعية والدينية للسكان القدماء.

اكتشف علماء الآثار فخاريات متنوعة وأدوات حجرية ومصنوعات عظمية، تكشف عن براعة السكان في الصناعات الحرفية، بينما تضم المنطقة مقابر قديمة، تعكس الممارسات الجنائزية والمعتقدات في تلك الحقبة، وتظهر المقابر تفاصيل عن الهيكل الاجتماعي والديني للسكان، ما يعزز أهمية الموقع كجزء من التراث الثقافي لجيبوتي.

أدرجت اليونسكو أساكومه ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة، ضمن معالم بحيرة آبي، تقديرًا لقيمتها التاريخية، وتسعى السلطات الجيبوتية لإدراجها رسميًا في قائمة التراث العالمي، لتعزيز مكانتها، وقد أجريت أعمال تنقيب مكثفة للكشف عن المزيد من اللقى وتوثيق تاريخ الموقع، مع مواجهة تحديات التعرية الطبيعية وتأثيرات المناخ القاسي على الآثار.

تشير الدراسات إلى أن أساكومه كانت مركزًا للتبادل التجاري مع المناطق المجاورة، وقد ساعد موقعها قرب بحيرة آبي في تيسير التواصل بين المستوطنات القديمة، كما تساهم الأدوات الحجرية والفخاريات في إبراز مستوى التقدم الحرفي والتقني لسكان أساكومه، وتوضح مدى قدرتهم على التكيف مع بيئة القرن الأفريقي الصحراوية والجافة.

تعمل السلطات على تطوير الموقع سياحيًا، بهدف استقطاب الزوار من داخل وخارج جيبوتي، وتعكس الجهود المبذولة رمزًا حيًا للتراث الأفريقي، كما يدعو الخبراء إلى تكثيف أعمال التوثيق والترميم لضمان نقل إرث أساكومه للأجيال القادمة، مع دعم دولي لضمان استدامة الموقع كوجهة تراثية عالمية، ويظل شاهدًا على حياة البشر والبيئة القديمة.

تساهم أساكومه في إبراز الهوية الثقافية لمنطقة القرن الأفريقي في عصور ما قبل التاريخ، وتوضح براعة السكان في استغلال الموارد الطبيعية، بينما تمنح الباحثين والمهتمين بالحضارات القديمة فرصة لفهم الحياة اليومية، والطقوس الاجتماعية والدينية، ويؤكد الموقع على أهمية حماية التراث للحفاظ على الذاكرة التاريخية للمنطقة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار